أفضل من شرح مشاعرنا هم الشعراء في قصائدهم¡ تلك المشاعر التي تتفتح كالورد بكل ما فيها من حب¡ وكراهية¡ تعاطف¡ أو قسوة¡ ولا مبالاة¡ فنحن لا نستطيع إجبار الآخرين على حبنا¡ أو التعاطف معنا أو حتى العودة إلينا في حالة الفراق¡ ولكن حتما نستطيع إجبارهم على التفكير بنا وبمشاعرنا التي تفيض تجاههم وتحرك بداخلهم ألف سؤال وسؤال¡ وبعدها سوف يبدأ نهر المشاعر بالتدفق¡ وحتماً سيقتلع تلك الصخرة العالقة بيننا¡ فطبيعتنا البشرية تجعلنا نأتي لأي علاقة ونحن محملون بأنماط سلبية مختلفة نفرضها على الصديق أو الشريك¡ أو أي إنسان يتعامل معنا.
والنمط هو عبارة عن سلسلة من الخطوات النشطة التي نتبعها بنفس الطريقة¡ ونفس الترتيب¡ طوال الوقت فتصبح سلوكاً تلقائياً¡ فتمارس سيطرتها السرية على حياتنا وتتداخل مع أهدافنا وعلاقاتنا فيصبح هذا النمط جزءاً من شخصيتنا وعاداتنا¡ وهذه الأنماط محشوة داخل كل إنسان فهي تفسير لعاداتنا وما هو مألوف لدينا.
ففي الحب لا نعرف كيف نكون ذاتنا فنفشل¡ لأننا نتعامل بأنماطنا السلبية التي تعوقنا عن تحقيق قدراتنا الكامنة في الحب¡ ولكن لا يمكن أن ننسى أن البعض منا علاقته مع نفسه عدائية¡ فهو يحس أنه مهضوم حقه في هذه الحياة وأنه يستحق الأفضل فيقسو على نفسه وعلى من حوله¡ ويصبح خائفاً من كل شيء حوله¡ وعندما يخاف بالتأكيد سوف يخسر كل شيء¡ فيدرك مدى هشاشة الحياة بداخله لأنه وضع افتراضات سلبية ليست بالضرورة صحيحة¡ لذلك لابد أن نعي ذاتنا ونفهم مشاعرنا ونتعامل معها بشكل إيجابي¡ وننظر لمشاعرنا في الحب كهبة وليس شيئاً مشروطاً.
الحب الحقيقي هو الحب غير المشروط¡ فالحب لا يشترط ولكن يؤكد¡ ولا يتحقق من دون الاعتراف بالاختلافات بيننا وتقبلها¡ وطالما أننا نعتقد بطريقة خاطئة أن من نحبهم يجب أن يكون شعورهم وتفكيرهم وسلوكهم على نمط ما نحن عليه¡ فإننا نعرقل الحب الحقيقي¡ وبمجرد أن نعترف أننا مختلفون تتهاوى العوائق النفسية والعقلية.
وبالرغم من أن الحب يعطينا الفرصة لأن نوجد اندماجاً مع خواص من نحبº إلا أن المطلب الأساسي لكي يتم هذا التكامل والتمازج هو الوعي بالاختلاف. فنحن أحياناً نحس بالاستياء من الاختلافات بيننا¡ ونقاومها بالغضب أو الرفض¡ وكل منا يرغب أن يحس الآخرون به وبنفس مشاعره وأن يتفهموا طريقة تفكيره¡ وأن يتصرفوا كذلك بمثل تصرفاته من أجل القبول¡ فنحن نحاول أن نحسّن صورة من نحب بمخيلتنا¡ بينما من الأفضل أن يجدوا منا القبول والتقدير والثقة.




http://www.alriyadh.com/1721983]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]