تتواصل الخطى الطموحة لتحقيق الرؤية المتينة للمملكة التي تعتمد اقتصادياً على التوسع والتنوع في مصادر الدخل حيث يأتي إطلاق مدينة الملك سلمان للطاقة سبارك Spark¡ أخيراً بعد نيوم وأمالا وجزر البحر الأحمر والقدية¡ لتثبت العزم في خلق مستقبل اقتصادي يعتمد على تنويع اقتصاديات المدن¡ وتحقيق تنمية عمرانية واقتصادية متوازنة ومستدامة حيث ستدفع تلك المدن والأنشطة الجديدة باقتصاد المملكة نحو مزيد من الأعمال وستفتح - بمشيئة الله - آفاقاً عديدة لتوطين الاستثمارات وتوفير فرص التوظيف في جميع المجالات العمرانية والاقتصادية والسياحية والتعليمية والصناعية.
إن هذا الفكر الاستراتيجي المعتمد على تبني كيانات وقواعد اقتصادية جديدة يعتبر بداية مرحلة أخرى من التطور والتنمية سيسجلها تاريخ المملكة الاقتصادي¡ ويعدّ أمر تدشينها وإطلاقها من قبل القيادة - حفظها الله - من أهم مؤشرات التنمية السريعة للاقتصاد السعودي.
للمملكة تجربة رائدة ومميزة في إنشاء المدن الجديدة حيث تم إنشاء العديد من المدن الجديدة في حقبات زمنية ماضية¡ ولعل تجربة إنشاء المدينتين الصناعيتين في الجبيل وينبع هي الأبرز إذ ارتبط إنشاؤهما ارتباطاً وثيقاً بأهداف اقتصادية¡ وذلك بغرض استغلال الموارد الطبيعية الكامنة وتعزيز دور التنمية الصناعية في تنويع القاعدة الاقتصادية للمملكة من خلال زيادة القيمة المضافة للبترول الخام وتحويله إلى منتجات ذات قيمة تصديرية عالية.
إن الهدف الآخر من إنشاء هذه المدن هو إيجاد تنمية متوازنة وعادلة في جميع مناطق المملكة حيث تعطي دلالة واضحة بأن موارد الدولة تتوزع بالتساوي مما سينعكس إيجاباً - بإذن الله - على مستقبل جميع مناطق المملكة¡ وأيضاً تخفيف الضغط السكاني على المدن الكبرى¡ وتوجيهه نحو تلك المدن التي ستوفر خدمات أساسية وبنى تحتية متطورة وفرص اقتصادية واستثمارية.
إن هذا الدعم الكبير من القيادة يحفزنا للمشاركة في بناء مستقبل المملكة وحمل راية الهمة والعزيمة والتسلح بالعلم الكافي واكتساب الخبرات للبناء والنمو¡ فهنيئاً لنا برعاية القيادة¡ ومباركٌ للجميع إطلاق المدن الجديدة.
*متخصص في التخطيط والتنمية




http://www.alriyadh.com/1724575]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]