دعا نادٍ اجتماعي كاتباً رياضياً كي يلقي محاضرة عن تاريخ الهلال وإنجازاته¡ يشتهر هذا الكاتب بموالاته للهلال وتعصبه¡ أسهم بقلمه في تأجيج الصراع بين الهلال وبين خصومه.
كانت المحاضرة مفتوحة لعموم الجماهير فغصت القاعة¡ جاء معظم الحضور من جيل الشباب الملتحق حديثاً بالمدرجات¡ قدم لهم المحاضر سجلاً متتابعاً عن البطولات التي حصل عليها الفريق وتاريخ تأسيسه¡ وأشاد بعدد من الأسماء التي سطع نجمها في سماء الكرة السعودية مثل صالح النعيمة¡ الذي لقبه بكابتن العرب وأفضل مدافع عرفته آسيا¡ ويوسف الثنيان الذي قال عنه إنه أفضل لاعب لمس الكرة في تاريخ المملكة¡ ثم تحدث عن ناجي عبدالمطلوب الذي سحر الجماهير بملساته الفنية¡ ولم ينس المحاضر أن يبين فشل النصر والاتحاد والشباب والأهلي¡ وفي ختام المحاضرة قدم سجلاً متكاملاً عن المظالم والمؤامرات التي يتعرض لها الهلال ومازال.
بعد نهاية المحاضرة وقف رئيس النادي الاجتماعي وشكر المحاضر على هذه المحاضرة القيمة التي عبرت عن روح الشباب وتطلعاتهم على حد تعبيره¡ وقدم للمحاضر بهذه المناسبة درع التفوق من الدرجة الأولى في الوقت الذي كانت فيه جماهير الحضور تهتف للهلال¡ وتدعو بطول العمر للمحاضر العظيم.
هذه المحاضرة لم تحدث¡ ولكنها تحدث كل يوم¡ عندما يعلن نادٍ ثقافي عن محاضرة سيلقيها أحد الدعاة المشاهير المعروف بتعصبه لمذهب معين¡ ماذا تنتظر من هذا الداعية أن يقول¡ وما نوعية الشباب الذين سيحضرون هذه المحاضرة لسماع هذا المتعصب.
من حسن حظنا الرياضي أن كل نادٍ يملك منابره الصارخة وجماهيره المتعصبة¡ سيجد متعصب الهلال متعصباً نصراوياً يرد عليه فاحتفظت كرة القدم في بلادنا بتوهجها وثرائها¡ هذا التنوع هو ما حرمنا منه في المنابر الثقافية¡ كسبنا في العقود الأربعة الماضية آلاف الدعاة المتناسخين¡ أي كسبنا داعية واحداً بآلاف النسخ.
لك أن تتخيل أن المنابر وقاعات المحاضرات وشاشات التلفزيون لا تسمح بالظهور فيها أو اعتلاء منابرها إلا لمتعصبي الهلال فقط¡ أينما يممت وجهك لن تصادف سوى دعاة الهلال يبجلون في الهلال ويمجدونه¡ ويحطون من قيمة الفرق الأخرى بالنقد والشتم والتسفيه والتجهيل دون أن يجد مناصرو الفرق الأخرى فرصة الرد أو حتى الاعتراض.
لا شك أن كل متعصب لفريقه أو مذهبه يتمنى أن يخرس منابر الفرق والمذاهب الأخرى¡ لكنه في خضم تعصبه لا يدرك الكارثة التي ستحل بفريقه أو مذهبه لو حدث ما تمناه¡ بهذا المثال البسيط تستطيع أن تتخيل ما يعنيه الكتاب والمثقفون بكلمة حرية الرأي.




http://www.alriyadh.com/1724615]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]