خدمة الحرمين الشريفين تشكّل معتقداً يقينياً ومنهاجاً حياتياً راسخاً.. فكيف يأتي من يطالب بتدويل الحرمين¡ أو يشكك في اهتمام القيادة بهما¡ أو يدّعي أنه أكثر اهتماماً وحرصاً مما يقوم به قادة المملكة تجاه الحرمين الشريفين..
حرصت المملكة ومنذ توحيدها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز - طيّب الله ثراه - على أن تضع الحرمين الشريفين في مقدمة اهتماماتها¡ في سبيل جعل أطهر بقاع الأرض - مكة المكرمة والمدينة المنورة - دائمتي الحضور في ذاكرة الإنجازات التي تتوسع بصفة مستمرة لخدمة ضيوف الرحمن¡ فالخدمات غير المسبوقة التي تقوم بها قيادة المملكة لخدمة ضيوف الرحمن¡ والسهر على راحتهم دليل ناصع على حرص القيادة واهتمامها بالمسلمين في كل مكان لتكون الديار المقدسة قبلة كل مسلم في أصقاع الأرض كافة.
ولم ينفك قادة المملكة عن تخصيص الميزانيات المفتوحة لتطوير الأماكن المقدسة منذ بداية التوحيد¡ حيث شهد الحرمان الشريفان توسعات متتالية¡ كان أولها العام 1345هـ¡ واستمرت أعمال التوسعة والتطوير للأماكن المقدسة في عهد ملوك المملكة¡ حيث أشرف الملك سعود - رحمه الله - بنفسه على عمليات التوسعة للحرمين الشريفين. كما قام الملك فيصل - رحمه الله - بالإشراف على تكملة عمارة المسجد الحرام¡ وإنشاء مكتبة المسجد الحرام¡ وتوسعة المطاف¡ وتوسعة ثانية للمسجد النبوي.
كما حرص الملك خالد - رحمه الله - على متابعة أعمال التوسعة للحرمين الشريفين¡ وتم في عهده صنع بابين جديدين للكعبة. وسار على هذا المنوال خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - رحمه الله - الذي تحقق في عهده اكتمال تنفيذ أكبر توسعتين للحرمين الشريفين بتكلفة بلغت أكثر من 60 مليار ريال.
وهكذا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - رحمه الله - الذي استمر في هذه الجهود المباركة لتوسعة المسجد الحرام للوصول إلى مليوني مصلٍّ¡ هذا خلاف توجيهه بتوسعة المسعى¡ وتنفيذ مشروع جسر الجمرات متعدد الأدوار¡ وقطار المشاعر¡ وتدشين ساعة مكة المكرمة¡ وإكمال تنفيذ مشروع وقف الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين¡ كما وجه بإجراء توسعة للحرم النبوي الشريف ليستوعب أكثر من مليون وخمس مئة ألف مصلٍّ.
ويستمر الاهتمام بالحرمين الشريفين ورعايتهما في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - يحفظه الله - كما حددت ذلك رؤية المملكة 2030 التي أشارت في أول مرتكزاتها الثلاثة إلى العمق العربي والإسلامي¡ حيث أصبحت عنواناً لكرم الضيافة وحسن الوفادة بما شرفها الله من خدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار. فقامت بتنفيذ توسعة ثالثة للحرمين الشريفين¡ وتطوير مطارات المملكة وزيادة طاقتها الاستيعابية¡ وطرحت مشروع "مترو مكة المكرمة"¡ استكمالاً لمشروع قطار المشاعر المقدسة وقطار الحرمين¡ كما عززت منظومة شبكة النقل من أجل تسهيل الوصول إلى الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وتمكين ضيوف الرحمن من أداء فريضة الحج والعمرة والزيارة بكل يسر وسهولة. وأكدت الرؤية أيضاً أنها لن تدخر وسعاً في بذل كل جهد¡ وتوفير كل ما يلبي احتياجات ضيوف الرحمن ويحقق تطلعاتهم¡ مع العمل على إثراء رحلتهم الدينية وتجربتهم الثقافية من خلال التوسع في إنشاء المتاحف وتهيئة المواقع السياحية والتاريخية والثقافية وتنظيم زيارتها.
فهذه الخدمات التي وفرها قادة المملكة على مر السنوات لم تأتِ من فراغ¡ وإنما جاءت لهدف واحد وهو تحقيق السلام والطمأنينة والتيسير على زائري الحرمين¡ وتوفير أقصى سبل الراحة لهم¡ فخدمة الحرمين الشريفين تشكّل معتقداً يقينياً ومنهاجاً حياتياً راسخاً¡ فكيف يأتي من يطالب بتدويل الحرمين¡ أو يشكك في اهتمام القيادة بهما¡ أو يدعي أنه أكثر اهتماماً وحرصاً مما يقوم به قادة المملكة تجاه الحرمين الشريفين.
ستبقى المملكة قبلة الإسلام والمسلمين ومحط أنظارهم¡ وسيبقى قادة هذه البلاد حريصين على الاستمرار في تطوير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة ليرتفع أعداد زوار مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى ثلاثين مليون زائر وحاج مع نهاية 2030¡ ولن تلتفت قيادة هذه البلاد المباركة لهؤلاء الناعقين مهما ارتفعت أصواتهم وتعالت¡ فلن يكونوا أكثر حرصاً من قيادة هذه البلاد على أمن زوار بيت الله الحرام وقاصديه.. حفظ الله بلادنا من كل مكروه.




http://www.alriyadh.com/1724619]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]