لا شك أن لقب الحكيم يليق بسمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت¡ الذي لطالما أجاد اقتراح الحلول والبحث عن التوافق¡ لصالح الجميع ولمصلحة بقاء المجموع على القاعدة الشهيرة لا غالب ولا مغلوب.. ومن سيناقش بخبرته السياسية الكبيرة وتجربته على مدى نصف قرن في دهاليز السياسة الداخلية والخارجية.
وكانت مبادرته في قمة مجلس دول التعاون ودعوته إلى «وقف الحملات الإعلامية التي زرعت بذور الفتنة والشقاق في صفوف أبنائنا».. واضحة وصريحة ونبيلة لصالح لُحمة البيت الواحد¡ لكنها للأسف لم تجد آذاناً صاغية¡ حيث انتهت من نقلها قناة الجزيرة القطرية لتستضيف أحد المرتزقة الإيرانيينº الذي واصل على نهج قناة الجزيرة القطرية في «زرع بذور الفتنة والشقاق في صفوف أبنائنا»!
لا توجد وسيلة إعلامية عربية «زرعت بذور الفتنة والشقاق في صفوف أبنائنا» مثلما فعلت قناة الجزيرة الفضائية القطريةº منذ أكثر من عشرين عاماً ولاتزال.. حتى البيت الكويتي نفسه لم يسلم من أذاها وتحريضها لولا حفظ الله ثم وعي المواطن الكويتي وفطنة قيادته الحكيمة.. وغني عن القول أن ذلك الأذى وذاك التحريض الذي استهدف استقرار الكويت تم بضوء أخضر من قيادة النظام القطري التي كانت تدرك عواقب المساس بأمن الكويت وخطوطها الحمراء.
ولا يوجد في الوطن العربي وليس في الخليج فقط إعلام «يزرع بذور الفتنة والشقاق في صفوف أبنائنا» بقوة وتأثير إعلام قناة الجزيرة ومرتزقتها¡ وهذه حقيقة للأسف اختبرها الإخوة الكويتيون بأنفسهم¡ وشاهدوا خطورتها قبل غيرهم¡ فمهما بلغت محاولات المواجهة في الإعلام المضاد¡ فإنها لم تبلغ دناءة القناة القطرية وخبث مخططاتها وارتباطها بمصالح ولوجستيات في غالبها خارج البيت الخليجي.
لا نريد أن نفقد الأملº فالدعوة الحكيمة صدرت بالأمس القريب واختمارها وشرحها للجانب القطري يحتاج وقتاً وجهداً¡ مع الإيمان بأنها مهمة مستحيلةº لأن مشكلة النظام القطري أنه لم يترك عاصمة في العالم لم يعطها نسخة من مفاتيح قراره¡ حتى صار شتاتاً بين طهران وأنقرة وصولاً إلى ضاحية لبنان.. بل يمكن القول: إن النظام القطري بات اليوم غير قادر على توجيه أجندة قناة الجزيرة وملحقاتهاº لأن حلفاءه الجدد أصبحوا شركاء في صياغتها وتوجيهها نحو خدمة مصالحهم.. وتحولت المصلحة الوطنية والقومية القطرية إلى مجرد ملف صغير جداً على طاولة التفاوض والابتزاز الإقليمية¡ وأصبح على أي مبادرة لـ»وقف الحملات الإعلامية التي زرعت بذور الفتنة والشقاق في صفوف أبنائنا» أن توافق عليها تلك الأطراف المحتلة للقرار القطري والمصالح القطرية.. وهو الذي لن يحدثº لأن هذه الأطراف التي شاركت بتدويل مشكلة قطر ليس من مصلحتها القومية أن تتوقف «زراعة الفتنة والشقاق في صفوف أبنائنا».




http://www.alriyadh.com/1724622]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]