قبل أيام أثيرت في الكويت قضية للشبهات الجنائية حول الإيداعات الخاصة بالحسابات المصرفية لأكثر من 10 من نجوم الـ«سوشيال ميديا» والـ«فاشينستات»¡ ووصل الأمر إلى تضخم أحد الحسابات بوصوله لأكثر من 50 مليون ريال تقريباً في فترة وجيزة¡ ووصل الأمر لاعتبار أن بعضها قد يكون تحت ستار عمليات غسيل الأموال!.
لم يدم الأمر طويلاً حتى كشفت إحدى نجمات التواصل الاجتماعي من الشهيرات في هذا المجال عن تفاصيل دخلها اليومي من نجوميتها وشهرتها¡ حيث أكدت أن دخلها الشهري يتجاوز المليون والنصف مليون ريال¡ ما يجعل أن مجرد الاشتباه في تضخم أرصدة النجوم من المشاهير ليس من الجرائم أو حتى يدعو إلى الشك¡ كما هي الضجة التي حصلت أخيراً¡ وينطبق هذا الأمر أيضاً علينا في السعودية¡ إذا علمنا أن البعض سعر ثلاثة سنابات لا تتجاوز الثواني قيمتها تصل أحياناً إلى 70 ألف ريال¡ غير - بطبيعة الحال - حساباته الأخرى التي تتزامن في ارتفاع متابعيها مع ارتفاع أي حساب له!.
هنا وخلال حديث لخبير في التسويق ذكر معلومة مهمة وخطيرة تسويقياً¡ ومفادها بأن الجيل الحالي وحسب دراسات تسويقية مؤكدة¡ لا يثق بالإعلان التلفزيوني بوضعه الحالي¡ ومع ترددي شخصياً في مصداقية هذه الدراسة¡ إلا أنها جعلتني أتابع حديثه¡ بقوله أثناء عمله التسويقي في إحدى الشركات الكبرى¡ اعتمد في إعلاناته على الموضة التي مرت علينا قبل فترة ببرامج اليوتيوب المعروفة ونجومها¡ ولاحظ أفضلية حملاتهم التسويقية وبمبالغ مالية لا تقارن بالإعلان في الفضائيات المعروفة¡ وهو يؤكد أن الإعلان متحرك¡ ولا يرتبط بوسيلة إعلانية محددة¡ ومن الذكاء البحث عن الجديد¡ فهل من المعقول أن يكون تأثير نجم للسناب ولمدة ثوان في تسويق منتج أو خدمة أهم من الإعلان التلفزيوني في قناة فضائية كبيرة ومحترمة!¿.
إذا صدق هذا الكلام¡ فالمؤشر خطير بالفعل¡ ويتزامن مع الدراسات العديدة التي تتوقع أن التلفزيون بصفته الحالية¡ لن يقف متماسكاً مع الجهات القوية المنافسة له¡ كـ»نتفلكس» على سبيل المثال¡ فلو نظرنا حالياً - على سبيل المثال - كأقرب حالة وأسهلها للدراسة¡ كواقع التلفزيون المدفوع أو «المشفر» لدينا في السعودية¡ وحسب تواصلي مع مسؤول لشبكة كبيرة ومعروفة¡ لم يخف قلقه من فقدانهم المستمر لعملائهم¡ رغم أنهم يحاولون بكل الطرق لإيقاف أي انسحاب¡ حتى لو بتخفيض مبالغ الاشتراكات أو ترقية الباقة الخاصة بالراغب في الانسحاب لكسبه.
دخل شهري لفرد يتجاوز المليون ريال¡ وأحياناً لشخصيات تافهة ودون مضمون¡ تجعلنا نفكر أكثر في دراسة تمنع ظاهرة التفاهات¡ وتحمي المشاهد¡ وتحفظ أموال المعلن التي يرميها في السوق حسب توجهات سوق الإعلان¡ فممكن أن تكون هذه التوجهات خاطئة¡ وممكن - وهذا لا أتوقعه - أن تكون صحيحة¡ فتكون التفاهة لغة السوق!.




http://www.alriyadh.com/1725557]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]