اتفاق الحديدة بين الحكومة الشرعية في اليمن وجماعة الحوثي برعاية الأمم المتحدة خطوة لبناء الثقة بينهما¡ ودعم للمسار الإنساني¡ وإعادة الأمل بين أبناء الشعب اليمني نحو بداية الحل السياسي وفق مرجعياته الثلاث¡ والخروج من الأزمة بتوافق يمني- يمني لبناء مستقبل أفضل¡ وإعادة إعمار البلاد.
إشادة المبعوث الأممي إلى اليمن بدعم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإنجاح محادثات السويد خلال إحاطته مجلس الأمنº تعكس مواقف المملكة الثابتة تجاه الحفاظ على يمن عربي موحد في أرضه وإنسانه¡ ومستقل في قراراه¡ ومستقر بين مكوناته¡ وآمن على جيرانه¡ وفاعل في محيط عروبته للتصدي لمشروعات الفوضى والتأزيم الفارسي والقطري¡ حيث تمثّل تلك الإشادة في أهم مكان لصناعة القرار العالمي وبولي العهد شخصياً مكسباً مهماً في هذا التوقيت¡ ورداً على دول ومنظمات ووسائل إعلام أرادت أن تقتات في قضية اليمن على حساب الحقيقة.
تجزئة الحل السياسي في اليمن لم يكن خياراً مطروحاً أو حتى متوقعاً لإنهاء الصراع¡ ولكن التعنّت الحوثي أوصل اليمنيين والمجتمع الدولي إلى التعامل مع الأزمة على أنها قطع أراضٍ مختلفة الأوزان¡ والمواقع¡ وحتى التصنيفات السياسية والفكرية¡ وبالتالي كل قطعة أرض يتوقع أن يخسرها بفضل التقدم العسكري لقوات الشرعية والتحالف يفاوض عليها¡ ويضع نفسه طرفاً على طاولة المفاوضات.
اتفاقية الحديدة كانت بذات السيناريو الذي رسمه الضغط العسكري وليس السياسي¡ وهو ما جعل الحوثي ينسحب من مواقعه للمرة الأولى منذ بداية الصراع¡ ويلتزم ببنود اتفاق السويد¡ وينتظر قطعة أخرى من الحل يفاوض عليها سواءً في تعز¡ أو مطار صنعاء¡ أو في عمقه الإستراتيجي في صعدة¡ وفي كل مرة لا بد أن يكون الخيار العسكري سابقاً للمفاوضات السياسيةº لأنها باختصار اللغة التي يفهمها الحوثي.
المهم ألا ننتقل من قطعة مفاوضات إلى أخرى إلاّ بعد التأكد من تحقيق كامل بنود كل اتفاق¡ ويكون ذلك شرطاً واضحاً لبدء أي مفاوضات جديدة¡ وهو ما عبّر عنه بكل وضوح وزير الخارجية اليمني خالد اليماني¡ حيث لا يمكن التفاوض على تعز وفك الحصار عنها¡ وقوات الحوثي لم تنسحب من مواقعها في الحديدة والصيلف ورأس عيسى¡ أو لم تلتزم ببنود الاتفاق.
نحن لا نزال في البداية مع جماعة الحوثي¡ وأمامنا مشوار طويل نسبياً للوصول إلى حل سياسي شامل في اليمنº ما لم تكن مجريات الأرض العسكرية تسابق الزمن فيما تبقى من قتال على أكثر من جبهة محتدمة¡ وبالتالي حسم الصراع لصالح قوت الشرعية والتحالف¡ وإرغام الحوثي على المصالحة باعتباره حزباً وكياناً سياسياً لا يمكن إلغاؤه¡ ولكن تحجيمه¡ وقطع الطريق على مشروعه¡ وهو الأهم.




http://www.alriyadh.com/1725586]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]