«جئت إلى هنا لزرع روح الانتصار في عقول اللاعبين¡ الناس تعتقد أن كرة القدم في إنجلترا بدنية وأنا أرى أنه بالإمكان لعب كرة أكثر جمالية ولهذا أنا هنا».
كانت هذه أول كلمات بيب جوارديولا عند توليه مهمة تدريب المان سيتي¡ لم يختزل الحديث في الوعود بألقاب أو منجزات قطعاً ستأتي مع الوقت بل ذهب لما هو أبعد ووعد بتغيير العقلية وصنع هوية فنية خاصة بالفريق وهو ما حدث بالفعل لاحقا.
كل ما سبق هو مجرد نموذج لتوضيح الفارق الشاسع في العقلية التي تدار بها الأندية في أوروبا مقارنة بأنديتنا المحلية¡ والفارق الجوهري دائما هو في صنع مشروعات مستقبلية بأهداف محددة بعكس ما يحدث لدينا من تفكير قصير الأمد في كل موسم على حدة في واحدة من أبشع صور العشوائية وعدم الاستقرار.
لو كان هدف ملاك السيتي من قدوم جوارديولا البطولات فقط لانتهت التجربة بعد موسمه الأول الذي بالكاد حجز فيه مقعدا في الأبطال وشهدت تفاصيله اهتزازات فنية كبيرة ونتائج قاسية تعرض لها الفريق¡ ولكن لأن الأهداف أبعد والصورة المرسومة للمستقبل واضحة تحلو بالصبر الذي كان أحد نتائجه موسم ثان تاريخي انحنى فيه لقب البريمرليغ لبيب ولاعبيه بأسلوبه المفضل وبأرقام قياسية¡ ومازال السيتي يجني ثمار مشروعه ليس بطولات فحسب بل شعبية تتنامى وهوية فنية جذابة وممتعة للمحايدين قبل العشاق.
في الدوريات الأوروبية الكبرى لن تجد أندية تفكر في اليوم بمعزل عن الغد فالتجارب أثبتت قيمة المشروعات عندما توضع أهدافها بعناية¡ وبالنظر لأنديتنا التي تتحضر لمشروع الخصخصة يجب أن تكون هذه الفلسفة حاضرة في إدارات الأندية فلم يعد يوجد في المؤسسات الرياضية الناجحة من يختزل التفكير في موسم دون النظر لما بعد¡ هذا الأمر الذي تسبب في فترات سابقة بكوارث مالية تكبدتها أنديتنا ولو لم تتدخل القيادة ممثلة بالهيئة الرياضية لما وجدت أنديتنا طوق النجاة من هذا الغرق المحقق.
السطر الأخير:
أقرب نموذج محلي للمشروع الرياضي المكتمل هو ما حدث مع نادي الفتح الذي وثقت إدارته بالتونسي فتحي الجبال واستقرت معه تدريبيا لسنوات لم يكن ثمنها مكانا بين الكبار فحسب¡ بل تتويجا باللقب على حسابهم¡ في دورينا يوجد أسماء تدريبية من أعلى مستوى وعلى رأسهم جورجي جيسوس وسلافين بيليتش وبابلو غويدي¡ ولكن هل يوجد إدارات تدرك معنى مشروع¿.




http://www.alriyadh.com/1729970]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]