هذه الكلمة "التطوير" من الكلمات التي لا يتوقف الناس عن الحديث عنها¡ ويتحدثون بكثرة عن تطوير منشآت متعددة ومتنوعة سواء في القطاع الخاص أو العام بغرض أن تقدم خدماتها بشكل أفضل.
بل وكثير من أفراد المجتمع يحب أن يرسم عنه صورة الشخص الراغب في التطوير والقادر على التطوير¡ والشخص الذي طور منشأته.
وحينما تذكر كلمة التطوير ينصرف الذهن مباشرة إلى التقنية¡ حيث يعتبر الكثير أن التطوير والتقنية وجهان لعملة واحدة¡ فدخول التقنية إلى المنشأة يختصر عملها ويزيد من كفايتها.
وفي ضمن هذا الحديث الكثيف عن التطويرº ننسى مفردة أخرى هي أهم من التطوير نفسه¡ بل التطوير قد يتجه اتجاهاً عكسياً عند عدم فعاليتها¡ تلك المفردة هي "الإدارة".
-الإدارة الكفؤة هي التي تختار التطوير المناسب للمنشأة.
-بل شيء آخر أكثر إدهاشاً: الإدارة الكفؤة قد ترى عدم الحاجة إلى التطوير¡ وتقرر أن المنشأة تحتاج فقط إلى تبسيط إجراءاتها وإلى التخفف من كثير من متعلقاتها التي تثقل كاهلها.
-في كتابه الضخم "من العالم الثالث إلى الأول قصة سنغافورة" يختصر لي كوان يو رئيس وزراء سنغافورة الأسبق النجاح الذي حققته بقوله: "إن وراء كل مشروع ناجح مسؤول مخلص وكفؤ" (271).
-من أفضل الأنظمة لتوظيف وترقية كبار المديرين هو ذلك الذي طورته شركة النفط "شل" والنظام يركز على ما يسمى بـ "الإمكانية التقديرية الراهنة للمرشح" التي تحددها ثلاث صفات: قدرته على التحليل¡ مخيلته الإبداعية¡ حسه بالواقع.
-جامعة "كالتيك" التي حصدت أكثر من ثلاثين جائزة نوبلº بدأت كمدرسة حرفية تعمل في حياكة الملابس من الفساتين إلى قبعات الجنود¡ وفي نهاية القرن التاسع عشر جاء شخص يدعى "روبرت ميليكان" وهو حائز على جائزة نوبل ليحول مدرسة الحياكة هذه إلى معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا العام 1920¡ والآن جامعة "كالتيك" واحدة من قلاع العلم في العالم. والسر "الإدارة والرؤية والعمل الجاد" بتعبير آخر: الإدارة الكفؤة هي التي تصنع الأفضل وبأقل التكاليف.
ورؤية (2030) تسير في هذا الاتجاه¡ فقد اتسمت بالتخطيط الاستراتيجي الذي يبحث عن مواطن القوة والفرص الممكنة¡ مع تعزيز كفاءة الإنفاق¡ وإعادة ترتيب الأجهزة الحكومية وغير ذلك من المبادرات النوعيةº بما جعل المملكة تحقق أول ميزانية تحمل الرقم تريليون ريال¡ وهو حجم الإنفاق المستهدف للعام 2019.
على الطريق: بقدر ما نفكر في المستقبلº بقدر ما نكون نحن المستقبل.




http://www.alriyadh.com/1728283]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]