لا تفسير لاختيار الرئيس الأميركي دونالد ترمب للعاصمة البولندية وارسو لأن تكون مكاناً للمؤتمر الدولي¡ الذي من المفترض أن ينعقد فيها في منتصف فبراير الجاري¡ إلاّ لأنها كانت مركزاً للحلف الذي سمي باسمها¡ أي حلف وارسو¡ الذي كان يقوده الاتحاد السوفياتي في فترة صراع المعسكرات والذي يقابله على الطرف الآخر حلف شمالي الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة¡ وأيضاً لأن سقوط نظامها نظام الجنرال الشيوعي فويتشخ ياروزيلسكي كان بداية انهيار المنظومة الشيوعية.
ربما أن الرئيس ترمب لا يعرف عن هذا الجنرال الكثير وأن الأجهزة والدوائر الأميركية التي لا تزال تحتفظ بملفات الحرب الباردة هي التي اختارت وارسو لتستقبل مؤتمراً دولياًّ بكل هذا الحجم لمواجهة إيران حليفة روسيا الاتحادية.
والغريب هنا¡ وخلافاً لكل ما كان قاله الرئيس الأميركي عن هذا المؤتمر وعن أسباب انعقاده¡ أنه قد صدر عن واشنطن تأكيدٌ بأن مؤتمر وارسو هذا ليس موجهاً ضد إيران وحقيقة أن ترمب قد دأب على اتخاذ مثل هذه المواقف المتناقضة وأنْ يقول شيئاً ثم يتخلى عنه ويقول ما هو ضده وبخاصة بالنسبة لما يتعلق بالأزمة السورية وبوجود القوات الأميركية في هذه الدولة العربية.
وبالطبع فأغلب الظن أن هناك من يعتبر أن هذا التصريح الذي صدر عن واشنطن والذي قالت فيه إن مؤتمر وارسو ليس ضد إيران هو مجرد زلة لسان عابرة والحقيقة أن هذا التصريح كان مقصوداً وأن هدفه هو استدراج الأوروبيين لحضور هذا المؤتمر الذي إنْ هُمْ لن يحضروه¡ فإنه سيكون باهتاً ومجرد تظاهرة استعراضية.
وعليه فإن المقصود من انعقاد هذا المؤتمر هو أن يكون هناك تجمع كوني يشارك فيه الأوروبيون الذين لا يستطيعون تحدي الولايات المتحدة والذين يعرفون أنه من غير الممكن أن يكون الإيرانيون بديلاً لأميركا التي لهم فيها شركات كبرى ومصالح اقتصادية كثيرة وفي غاية الأهمية ولذلك فإنه يجب أن يكون معروفاً ومنذ الآن أن هذا المؤتمر سيكون مجرد "تظاهرة" استعراضية كبيرة من غير المتوقع أن يتبعها أي عمل عسكري وبأي شكل من الأشكال فالصراع في هذا العصر وإلى حدِّ الآن هو صراع حروب باردة أغلب أسلحتها بالإضافة إلى الاقتصاد هي الأسلحة الإلكترونية!.




http://www.alriyadh.com/1735806]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]