لا شك في أن نيات الذين يطالبون بعودة العرب إلى سورية¡ في عهد هذا النظام¡ طيبة وصادقة وعلى اعتبار أنه يجب عدم ترك هذا البلد العربي للإيرانيين وللأتراك وللروس وغيرهم وأن الطبيعة حتى في مثل هذه الأمور أيضاً تكره الفراغ وأنه عندما يدير "الأشقاء" ظهورهم لهذه الدولة الشقيقة فإنه أمر طبيعي أن تملأ الفراغ هذه الدول الآنفة الذكر وأيضاً "فوقها" إسرائيل و"كل ما هب ودبًّ" كما يقال!.
وحقيقة أن المشكلة الفعلية تكمن في أن سورية التي يعرفها العرب لم تعد هي سورية السابقة وأن هذا النظام الذي أصبحت إيران عمقاً إستراتيجياً له قد حولها إلى ما سماه "سورية المفيدة" التي قال: إنه أنْ يصبح عدد سكانها خمسة عشر مليوناً فقط وفي حالة انسجام خيرٌ من أن يبقوا خمسة وعشرين مليوناً دون انسجام ولا تفاهم.
ربما أن بعض الذين يدعون لعودة العرب إلى سورية لا يعرفون أنَّ سورية لم تعد هي التي يعرفونها وأنها من أجل أن تكون "مفيدة" و"متجانسة"¡ كما قال بشار الأسد¡ فقد تم اختصار عدد سكانها إلى الرقم "المطلوب" وقد تم تشريد عشرة ملايين منهم في أربع رياح الأرض من بينهم ثمانية ملايين في الدول المجاورة.. في تركيا أربعة ملايين وفي الأردن نحو مليونيين وفي لبنان مثل هذا العدد وفي دول عربية أخرى من بينها مصر نحو مليون وربما أكثر.
إنه لا يجوز أن يوافق العرب الذين تهمهم سورية¡ على ما تفعله قطر ومعها تركيا الأردوغانية التي كانت قد قالت وهي لا تزال تقول وبرغبة أميركية وأكثر: "إن الإخوان المسلمين هم الأكثر تأهيلاً للتغيير في هذه المنطقة فهم قوة إسلامية معتدلة فهذه مسألة محسومة" لكن المشكلة أن هذا البلد العربي أصبح محتلاً من قبل إيران.. وأن نظام بشار الأسد لم يعد له أي قرار على الإطلاق وأن بقاءه بات متوقفاً على الرغبة الإيرانية.. والروسية والتركية.. وأيضاً الإسرائيلية وأنه قبل هذا كله لم يوف بأي شرط من شروط التسوية السياسية وفقاً للقرار 2254 وهكذا فإن الإيرانيين سيقفون أمام عودة العرب إلى سورية وإن هذا البلد سيدخل في حرب أهلية مذهبية مدمرة وبلا نهاية.




http://www.alriyadh.com/1737697]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]