قبل ثلاثة أسابيع وعبر هذه المساحة حذرت اتحاد الكرة من خطورة الإقدام على إقالة المدرب الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي بعدما نجح بشكل نسبي في تقديم ما يوحي بقدرته على تطوير المنتخب السعودي وقيادته لاستعادة الكثير من هويته الفنية¡ لكن الإقالة حدثت دون معرفة الطريقة التي تم من خلالها تقييم عمل الرجل وأدائه.
ثمة أمور محبطة يكشف عنها هذا القرار¡ أولها بيان اتحاد الكرة الذي حمل لغة تقليدية باهتة بالعبارة المكررة «بعد الاطلاع على التقارير التي رفعتها اللجنة الفنية في الاتحاد»¡ وهنا ظهر رئيس اللجنة الفنية أحمد الراشد والمعين بعد تسرب أنباء إبعاد المدرب الأرجنتيني ليتصدى للمهمة ويعلن أن القرار أثناء رئاسته للجنة التي لم يمض على قيادته لها سوى أيام قليلة.
ما يزيد الإحباط أيضاً أن لا أحد يتناول هذا الموضوع إعلامياً باهتمام لانشغال كل الوسط الرياضي بمنافسات الدوري وصخب القرارات المثيرة للجدل التي تصدرها لجان الاتحاد إياه بين الحين والآخر¡ في وقت تكشف تسريبات إعلامية أن الاتحاد الذي يقوده قصي الفواز يبحث عن مدرب مناسب للاعبين وإمكانات لاعبي «الأخضر» خصوصاً في ظل عدم وجود استحقاقات مهمة حتى سبتمبر المقبل¡ إذ يتحدثون عن البحث عن مدرب يعتمد على السرعة والاستحواذ وعن بديل محتمل يجيد التعامل مع مهارات اللاعب السعودي¡ بغض النظر عن هوية المدرسة التدريبية التي ينتمي إليها.
لا يختلف إبعاد بيتزي عن إبعاد الهولندي مارفيك¡ نحن هنا أمام حالة غريبة تتمثل بإبعاد مدربين حققوا أرقاماً ونتائج جيدة¡ ما الذي يبحث عنه اتحاد الكرة¡ وما المطلوب من المدربين في ظل هذه الإمكانات الفردية¡ ومتى يقتنع الاتحاد أن الأمر لا يتعلق بالمدرب وحده بل بالأدوات الناقصة والضعيفة¡ إذ يكفي القول إن المنتخب السعودي ذهب إلى استحقاقين كبيرين دون أن يتسلح بمهاجم صريح ذلك لأن أنديتنا عجزت عن تصدير هداف يمكن الاعتماد عليه في الفريق الوطني.
الأزمة أكبر من ذهاب أو قدوم مدرب¡ وأكبر من البحث عن مدرب يعتمد السرعة والاستحواذ¡ فلن يكون المدرب الجديد أوفر حظاً من بيتزي ومارفيك وحتى باوزا¡ نحتاج لعمل احترافي حقيقي يركز على تطوير اللاعب السعودي في الفئات العمرية وانتظار النتيجة ومنح الثقة للمدربين الذين يقودون المنتخب الأول وعدم مطالبتهم بشيء في ظل غياب الأدوات.
الأزمة هنا أزمة فكر انتقلت من الأندية للمنتخب¡ فعدوى الإقالات وغياب الاستقرار صارت تحاصر منتخباً يعاني أصلاً وأحوج ما يكون للاستقرار¡ وبالتالي فلا يمكن أن نلوم الأندية على هوسها بإقالة المدربين طالما أن اتحاد الكرة الذي من المفترض أن يمثل «القدوة» في العمل الإداري ويضم نخبة القيادات الكروية يفكر بهذه الطريقة.




http://www.alriyadh.com/1737716]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]