تاريخ العلاقات المتينة بين السعودية وبريطانيا امتاز بمميزات كثيرة من الاقتصاد إلى السياسة¡ إلى المجالات الثقافية والفكرية والعلمية والتربوية¡ وهو تآزر تاريخي منذ عهد الملك عبدالعزيز ومنذ اللقاءات الأساسية¡ وبالذات لقاءه مع رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل.**
أما أول وأهم مظاهر التعاون السعودي البريطاني التعاون الأمني لأجل العالمº ففي**أكتوبر**2007 أعلن رئيس الوزراء البريطاني السابق أن بلاده على علاقة «استخباراتية جيدة» مع السعوديين». وفي يوليو 30 يوليو 2008 قال السفير البريطاني لدى السعودية «وليام باتي» إن المملكة «قوة خير في المنطقة» وأن التعاون الأمني متنوع ولا يقتصر فقط على تبادل المعلومات الاستخباراتية¡ بل يتعداها إلى تبادل الخبرات¡ وخصوصاً لجهة تطوير قدرات تحليل الحمض النووي واستخدامها لاكتشاف الجرائم.
ولعل الفكرة الرئيسة التي طرحتها هذه الرؤية الدبلوماسية أنها قطعت الطريق على اتهامات تكال ضد السعودية بتقصيرها في مكافحة الإرهاب¡ العبارة الأكثر جمالاً حينما اعتبر التعاون السعودي البريطاني في مجال مكافحة الإرهاب هو تعاون من أجل «العالم» إنه ليس تعاوناً استخباراتياً ضيقاً¡ بل يشمل التبادل الأمني لمصادر التمويل لحفظ الشعبين من الدخلاء الذين يحاولون زعزعة الأمن. فالتعاون بين البلدين هو تعاون من أجل العالم وليس من أجل البلدين فقط¡ هذا هو المظهر الأبرز لمعاني التعاون بين دولتين مركزيتين. مركز السعودية في الشرق الأوسط ومركزية بريطانيا في أوروبا.**
أما المظهر الثاني فيتمثل في ملف اليمنº ففي أكتوبر 2010 وعلى خلفية أزمة «الطرود» علّق رئيس الاستخبارات البريطانية «سيرجون سويرز» على عملية اندماج الجهاديين السعوديين واليمنيين العام 2008 في تنظيم «القاعدة» في اليمن ووصفه بـ»المثمر لأنهم باتوا قنبلة موقوتة بالمقارنة مع التهديد القادم من باكستان وأفغانستان».
**وكانت**تشكل القاعدة في اليمن بالفعل تهديداً حقيقياً على العالم¡ وهو خطر سببه التجمع المتعدد لحركات إسلامية تنتهج العنف من القاعدة إلى الحوثيين¡ ولطالما اعتبرت بريطانيا في «قاعدة اليمن» تهديداً حقيقياً ضد السعودية. في 24-4-2009 أكدت الصحف البريطانية تلك الهواجس¡ حينما نقلت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية عن مسؤولين سعوديين قولهم إن المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة يسعون إلى إعادة تنظيم صفوفهم في اليمن بهدف شن هجمات داخل السعودية.**
ومناخ التعاون لم يقتصر على تعقب فلول الهاربين من العدالة¡ ولم يكن من أجل العثور على مطلوبين معروفين¡ بل تجاوزه إلى مساحة التعاون الاستراتيجي «بعيد المدى» بين البلدين¡ وبالذات التعاون الضروري من أجل القضاء على تهديد تنظيم القاعدة الآتي من اليمن. وأن الحركات الإسلامية في اليمن هي حركات تعمل في الهامش ويخيفها منطق الدولة وأسلوب الحياة المدنية¡ وبما أن السعودية دولة خطت طريقها نحو المدنية والاقتصاد الفاعل والمدنية القائمة على التعليم والتطور فإن تلك الجماعات قد تختلف حول مسائل كثيرة¡ لكنها تشترك في أمرٍ واحد هو «كره السعودية»¡ ولم يكن تحذير البريطانيين صحافةً وأمناً للسعودية من خطر فلول الإسلاميين في اليمن إلا عين الصواب ويجسد التعاون بكل آفاقه العصرية والذكية.**
**وللحديث بقية.




http://www.alriyadh.com/1743230]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]