في العام 2017م توفي الملاكم الأميركي جيك لاموتا عن 95 سنة. أحد أشهر الملاكمين في تاريخ اللعبة¡ عُرِف عنه الجَلَد والتحمّل في حلبة الملاكمة¡ ونال شهرته لأنه أول من انتصر على راي روبنسون والذي يعتبره الكثيرون -ومنهم محمد علي (رحمه الله)- أعظمَ ملاكم في التاريخ¡ وكانت حياة جيك مضطربة مليئة بالأحداث العنيفة والسعيدة والحزينة¡ كما يمكنك أن ترى في فيلم Raging Bull وهو من أفضل ما أنتجته السينما الأميركية¡ ويمثل فيه روبرت دينيرو حياة جيك بما فيها من أفراح وأتراح.
قبل وفاته بخمس سنين سُئل جيك عن سنه المتقدمة¡ فقال شيئاً لا أنساه¡ قال: "عمري 90 سنة. لا أشعر أن عمري 90. أشعر بنفس الشعور المعتاد. كيف يمكنك تفسير ذلك¿"
ظللتُ أفكر في عبارته هذه كثيراً. الصغار والشباب يرون أن من تجاوزوا الخمسين أو الستين أو السبعين كبار في العمر¡ وربما يتداولون بعض الطرف عن التقدم في السن¡ ويضحكون على الأعمال الفكاهية التي تتندر على الشيوخ والعجائز وعاداتهم¡ ظانين أنها مرحلة مستقلة تماماً¡ لكن عبارة جيك -وشعوري الشخصي وأنا أرى السنين تمضي- جعلني أدرك أن هذا خاطئ. إذا كنت في عشريناتك وتنظر للمستقبل وتعتقد أنك وأنت في عمر الخمسين والستين ستكون شخصاً مختلفاً تماماً فأنت واهم. ستشعر بنفس شعورك الآن: أنت أنت. الأشياء التي تحبها وتكرهها¡ عاداتك¡ ذوقك¡ مشاعرك¡ إلى درجة كبيرة ستكون هي نفسها الآن. ليس هناك خط فاصل تتجاوزه ثم فجأة تتقبل انك ابن 60 أو 70 سنة. أيام الشباب والصحة والنشاط ستكون حية في بالك¡ كأنها أمس.
لا مانع من الضحك على الطرف ولكن من يعتقد أن من هم أكبر منه بأربعين أو خمسين سنة هم كائنات مختلفة¡ انتبه¡ ستكون مثلهم يوماً ما!




http://www.alriyadh.com/1743236]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]