بدأ سوق المال السعودي ينال نصيبه من برامج خطط التطوير والتحديث التي جاءت بها رؤية 2030¡ وذلك بانضمامه إلى المؤشرين العالميين "فوتسي راسل"¡ و"إس آند بي داو جونز" للأسواق الناشئة. ومثل هذا الانضمام كان بمثابة مطلب ملح وعاجل لمستثمري السوق منذ سنوات مضت¡ ولكنه تحقق اليوم¡ بعد أن ثبت للقائمين على هذين المؤشرين قوة سوق المال السعودي¡ وجدارته بأن يصبح عضواً جديداً عليهما.
يجب أن نستثمر انضمام سوق المال السعودي إلى هذين المؤشرين العالميين¡ بشكل يتناسب وأهمية الحدث¡ الذي يشير إلى خروج السوق من نطاق "المحلية" البحتة¡ واستحواذ المستثمر المحلي عليه¡ إلى نطاق "العالمية" بكل رحابته وانفتاحه على الآخر¡ وتنوع المستثمرين بين محليين وأجانب¡ وهذا يعني بدء مرحلة تاريخية جديدة لسوق المال السعودي¡ الذي لطاما عانى من الصدمات والكوارث المالية¡ بسبب عمليات المضاربة التي أثرت عليه¡ وهزت أركانه في سنوات مضت.
إن المرحلة المقبلة لسوق المال السعودي¡ التي تعقب اكتمال مراحل انضمام السوق إلى مؤشري "فوتسي راسل"¡ و"إس آند بي داو جونز" للأسواق الناشئة¡ سوف تشهد استقراراً أكثر لسوق المال¡ بفضل دخول مستثمرين أجانب كثر¡ لديهم ثقافة الاستثمار طويل الأجل¡ ولهذا انعكاسه على عمليات السوق ومستقبله¡ كوعاء استثماري مهم لصغار المستثمرين المحليين¡ بجانب وعاء القطاع العقاري.
بالتأكيد أن عصر المضاربات في أسواق المال السعودي¡ قد انتهي للأبد¡ وسيصبح لدى المستثمر المحلي ثقافة النفس الطويل¡ والاستثمار طويل الأجل¡ وهذا ما كنا نفتقده في السابق¡ ويعكس ذلك تنفيذ صفقات الشراء والبيع بنسبة 10 % من قيمة السوق السعودية في مؤشر "فوتسي راسل"¡ خلال فترة مزاد الإغلاق التي حدثت يوم الخميس الماضي¡ والتي شهدت تداولات نشطة¡ بلغت نحو 38.5 مليون سهم¡ وبقيمة إجمالية بلغت 1.4 مليار ريال¡ تمت من خلال 5.4 آلاف صفقة¡ وهذا يعني أن قيمة صفقات السوق سوف تتضاعف مرات ومرات¡ مع اكتمال مراحل الانضمام.




http://www.alriyadh.com/1744400]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]