أرسل لي أحدهم بعض الحلقات الكوميدية الهزلية¡ التي تستخدم فيها بعض المقاطع المجتزأة والمحورة لي ولعدد ممن يظهرون في البرامج الحوارية السياسية على قناة 24 السعودية¡ وبشكل مضحك لكثرة سخريته وتحامله.
برنامج كان يبث على قناة اليوتيوب باسم "جو تيوب"¡ لمقدميه المصريين يوسف حسين¡ وأحمد الذكيري¡ اشتهرت حلقات البرنامج¡ وأصبح له عدد كبير من المتابعين¡ نتيجة سخريته من الأحوال السياسية في مصر بعد 2013¡ مكرسا لفكرة الانقلاب على مرسي بنفس إخواني¡ ما جعل قناة الجزيرة مباشر وقناة الشرق القطريتان تجدان فيه غايتهما لتشويه كل سعي للسلام في الدول العربية.
ونتيجة لذلك قامت قناة العربي القطرية بشراء البرنامج¡ وتسميته (جو شو).
وقد علق من أرسل لي تلك المقاطع بأني أصبحت هدفا مباشرا لنظام الحمدين.
والحقيقة أن ذلك شرف قديم لي¡ فقد سبق أن كتبت كثيرا عن خطورة قطر ونواياها السيئة قبل أن تنكشف أوراقها¡ ويمكن العودة إلى مقالي (سيكولوجية قطرية)¡ الذي تم نشره في صحيفة مكة¡ وعلى موقع العربية بتاريخ 8 مارس 2014¡ منبها¡ ومحذرا¡ كما تتوالى مقالاتي ولقاءاتي الفاضحة لهم حتى اليوم.
لكل نجاح مستفيدون يحاولون الركوب على موجته¡ والتجديف في الاتجاه المعاكس¡ ليخلقوا لأنفسهم مكانا وقيمة¡ وهذا ما تعودناه من قناة الجزيرة وأبنائها¡ الذين يوصفون بأنهم كالنار¡ تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله.
لقطات مجتزأة¡ وترديد مضحك لبعض الكلمات والنظرات والملامح¡ ما يخلق الضحكة¡ ولكنها ضحكة بائسة لا يستمر تأثيرها أكثر من اللحظة ذاتها.
من يبني¡ قد يخطئ¡ ومن يتصيد قد يجد كثيرا¡ هنا وهناك¡ وشتان بين نفسية المتطلع الباني¡ ونفسية الخبيث المتشوق للهدم.
النهج السعودي الجديد أثبت بالواقع والمنجزات الحقيقية¡ أن الخير معقود بنواصي من يسعون إلى الإصلاح والسلام بين الأمم¡ ومساعدة الشعوب على تجاوز أزماتها¡ وتحييد الفتن والشرور¡ ومحاربة الإرهاب¡ الذي ما زالت حكومة قطر تسعى له وسط محور الشر الثلاثي.
هل تعتقد قطر أننا سنتوقف عن الكلام¡ الذي يوضح ويفضح ما يحدث¡ وأننا سنرتعب من ممثل كوميدي ساخر¡ يحاول قلب الحقائق¡ وتمرير الكذبات¡ وتغفيل الشعوب¡ واستغلال الثغرات¡ وصنع الوهم في عقول البسطاء.
السياسة القطرية حاولت اصطناع الجدية سنوات طويلة¡ وإن تكن قد نجحت في بعض الدول¡ وأسكنت غربان البين فوق ركامها¡ إلا أنها ووجهت بالسعودية العظمى¡ من أحبطت كل أعمالها¡ في شتى المجالات¡ فلم يتبق عندها إلا الكوميديا المعتمة¡ الساخرة¡ ومحاولة الانتقاص بسوط الفكاهة.
عقلية دويلة تموت إن لم تبلغ قمة الشرور¡ وتموت أيضا كلما شاهدت العقل يحاورها¡ ويحرجها¡ ويستعين عليها بالواقع¡ الذي كان وسيظل دليلنا¡ سواء في السعودية¡ أو في مصر والخليج¡ وبقية الدول المتضررة من خبالها¡ وكوميديتها المريرة¡ التي تضحكنا¡ على بؤس ما تحاول تمريره بالتهريج.




http://www.alriyadh.com/1744426]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]