هذا لم تقله أي جهة عربية على خلاف سياسي مع إيران¡ بل إن الذي قاله هو قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري الذي هو أحد أهم الأرقام الأساسية في المعادلة السياسية والعسكرية الإيرانية¡ فهو قال بكل كبرياء و"تبجح" إن طهران جندت 200 ألف في العراق وسورية¡ ويقيناً أن هذا الرقم لا مبالغة فيه ففي مدينة الموصل العراقية - العربية إنْ ليس نصف هذا العدد من الحشد الشعبي فربعه والمفترض أنه معروف أن هناك مناطق حول هذه المدينة التاريخية ممنوع على أهلها الأصليين البناء فيها لأن الإيرانيين قد خصصوها ومعها مناطق أخرى كثيرة لتمددهم المذهبي الزاحف.
والواضح أن اعتراض علي السيستاني أمام الرئيس الإيراني حسن روحاني على وجود السلاح خارج إطار قوات وأجهزة الحكومة العراقية سيبقى مجرد كلام في كلام¡ وأنه لن يتم الأخذ به طالما أن القرار الفعلي بالنسبة لهذا الأمر وأمور أخرى كثيرة بيد محمد علي جعفري وقاسم سليماني وأيضاً حسن روحاني الذي يعده البعض "معتدلاً" وهو في حقيقة الأمر شيخ صقور إيران ولكنه "صاحب تقية" من الوزن الثقيل.
والمشكلة أن مسألة تدخل إيران السافر في بعض الدول العربية لا تقتصر على الحشد الشعبي فقط¡ الذي كان أعلن وقبل أيام قليلة أنه بدأ يشكل نواة أسطول بحري في مدينة البصرة سيتمدد في الخليج العربي كله وقد يتجاوزه إلى باب المندب إذا لم تطرأ تغييرات فعلية "معاكسة"¡ فهناك تشكيلات "ميليشياوية" إيرانية مسلحة كثيرة وبأسماء مثيرة للاستفزاز من بينها ما يسمى "عصائب أهل الحق" التي هي عصائب أهل الباطل¡ ولهذا فإننا كنا قد سمعنا وقد سمع غيرنا سلسلة التصريحات التي أطلقها مسؤولون إيرانيون كبار تباهوا فيها بأن بلدهم يسيطر على أربع عواصم عربية.
ولعل ما زاد الطين بلَّة كما يقال إن رئيس النظام السوري بشار الأسد قد أعلن خلال زيارته الأخيرة إلى طهران أنه وضع ميناء اللاذقية الذي هو أهم موانئ "المتوسط" بتصرف إيران لـ "تديره"¡ وهكذا فإن من شابه أباه ما ظلم كما يقال إذ إنَّ حافظ الأسد عندما شدد الأتراك الضغط عليه لدعمه حزب العمال الكردستاني - التركي الـ (P.K.K) لم يتردد في التخلي عن لواء الإسكندرون وفقاً لاتفاقية عام 1987 المعروفة.
إن هذا يدل على أنَّ إيران ورغم ظروفها الاقتصادية الصعبة ورغم الخلل الذي استجد في علاقتها مع روسيا التي بدأت بدورها تطالب بانسحاب الإيرانيين من سورية فإنها ليست بوارد مثل هذا الانسحاب ما لم تواجه بقوة فاعلة ومؤثرة وبموقف أميركي جديِّ وموقف روسي أكثر جدية. http://172.16.10.22/wp2/DataView.asp...66&dt=2&n=1ae2




http://www.alriyadh.com/1744437]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]