من المدهش والمشوّق دائماً أن نتلقّى التأريخ على شكل حكاية.. وهكذا كنا ومازلنا نفعل بوعي منا أو من دونه¡ مما يطرح أمام الباحثين أسئلة عدة حول علاقة العرب بفن الرواية¡ وإذا ما كان تقديمنا لتأريخنا دائماً تعاطياً مبكراً لفن الرواية.. ما يحاول كثيرون تكريسه فينا هو (استغراب) الرواية مقابل (استشراق) تاريخنا من قبل الغرب.. فهل نَقُوله عنا رواية كما فعلنا به حينما اعتمدنا في تناقلاته على الشفوية اعتدادًا بذاكرتنا..
حينما كنا طلاباً على مقاعد الدراسة قيل لنا: إن رواية زينب الصادرة في العام 1917 لمحمد حسنين هيكل هي أول رواية عربية¡ ولاتزال هذه المعلومة راسخة بذهني.. أرددها دون إيمان بها على الرغم من تكرارها مع كل حديث أو بحث سريع في تأريخ الرواية العربية..
أليس تعاطينا لتأريخنا روايات لا تنتهي منذ زمن الأساطير قبل الإسلام¡ ألم تكن كل تلك السير (عنترة / الزير سالم / إلخ.. روايات معجّلة¡ وإن جاءت تواريخ مؤجّلة¡ وحتى وإن قيل لي دائماً إن للرواية تقنيات خاصة لم يكن العرب يعرفونها قبل هذه الزينب.. أعود وأقول: لكن هناك مواطن تأريخية أو حتى إبداعية تشبه هذه التقنيات المستوردة وتفوقها أحيانًا كــ(رواية حي بن يقظان) التي تشارك في تأليفها عدد من الفلاسفة العرب والمسلمين كابن سينا وشهاب الدين السهروردي وابن طفيل وابن النفيس¡ هذه المواطن أما كان لها أن تصنع تقنياتها وتطورها مع مرور التجريب¿!
إنها أسئلة ربما بدت فوضوية لدى المختصين.. لكن العلاقة بين التأريخ منا وتاريخ الرواية فينا شائك لدى الكثيرين وعليهم أن يقدموا لنا إما تأريخاً آخر لا نعرفه أو رواية تسبق هذا التأريخ الذي نتداوله منذ إقرارٍ واستسلام بليدٍ قديم..!
تغريدة:
كلُّنا حين جئنا هنا..
كلنا من بكاء
فاتركي للمساءِ القليلِ الندامى
وللبردِ دفء القُدامى
وللشعر ذاكرةَ الأصدقاء




http://www.alriyadh.com/1746519]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]