الأوضاع في الدول العربية تدخل منعطفاً جديداً بدخول ثلاث دول عربية على خط عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي فبعد الجزائر وليبيا كان السودان هو من بدأ مرحلة من عدم التوافق السياسي حتى بعد إعلان الجيش تنحية الرئيس عمر البشير¡ واستلام زمام الأمور في مرحلة انتقالية لم تجد قبولاً من الشعب السوداني الذي رأى في ذلك الإجراء استمرار الوضع السابق بوجوه جديدة¡ رافضاً قرارات المجلس العسكري¡ مطالباً بحكومة مدنية تنتشل البلاد مما هي فيه من أوضاع غير لائقة به.
أي من المراقبين للأوضاع في الدول العربية لا يعرف إلى ما ستؤول إليه وإلى أين تتجه وسط ضبابية المواقف وتضاربها دون وجود حلول توافقية ترضي أطراف المعادلة¡ والخروج بأقل الخسائر الممكنة حفاظاً على وحدة الأراضي وسلامة الأمن الاجتماعي¡ ولكن عدم اتضاح الرؤية وعدم الاتفاق على الأهداف يزيد من تفاقم الأمور ويزيدها سوءاً وينذر بمستقبل ليس وردياً على كل حال.
ليس من مصلحة الدول العربية ما يحدث في الدول الثلاث التي انضمت إلى قافلة عدم الاستقرار¡ إضافة إلى الدول الأخرى¡ فنحن كما يبدو في حالة مخاض عربية¡ لا ندري ما سينتج عنها¡ وما هو تأثيرها على الأمن القومي العربي ككل¡ صحيح أن ما يحدث في تلك الدول شأن داخلي¡ ولكنه يعنينا ككل عربي¡ نوايانا تنصب في تضامن عربي حقيقي¡ نحاول جاهدين جعله واقعاًº كونه في صالحنا جميعاً. فليس من مصلحة العرب أبداً عدم استقرار أي دولة عربية¡ ففي الحديث النبوي الشريف قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد¡ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»¡ فنحن كالجسد الواحد يفرحنا أي إنجاز عربي ويسوؤنا أي تفكك عربي¡ وما يحدث في بعض الدول العربية من عدم استقرار يؤلمنا¡ حتى تنجلي هذه الغمة من أجل صالح وطننا العربي الكبير.




http://www.alriyadh.com/1749299]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]