على الرغم من ندرة المؤلفات (الورقية) في حقل الخطاب التغريدي قد نجد في بعضها بُعداً (سيميائياً) يستحق أن يُلتفت إليه.َ وحين نطالع بعض تلك المؤلفات ذات النمط (التويتري) يصادفنا ذلك التلون في العتبات المتنوعة للكتاب¡ وبخاصة عتبة (الغلاف) وهذا ما نلمسه - مثلاً في كتاب (شقشقات) لعبده خال¡ حيث تمتلئ واجهته بدلالات وعلامات¡ على الرغم من أن الصورة واضحة الملامح¡ ومحدودةº إذ يقف طائر أزرق فارداً جناحيه¡ وفاتحاً منقاره¡ ويستعد للطيرانº يقف على لوحة خشبية ذات عمودين¡ كُتب عليها (شقشقات) واللون الأزرق يكاد أن يطغى على الغلاف كله.
هذه الألوان¡ والرسوم¡ والكتابات تكتنز بالعديد من العلامات التي قد تكون مفهومة للوهلة الأولى¡ غير أنها ربما شكّلت بُعداً جمالياً¡ وثقافياً¡ ولعل مما يؤكد ذلك تنوع بعض الأعمال في علاماتها¡ وإيحاءاتها¡ كما هي الحال مثلاً في كتاب (أغاني العصفور الأزرق) لمحمد الرطيان¡ حيث لم يبتعد الكتاب في مدلوله السيميائي عن كتاب عبده خال¡ سواء أكان ذلك التشابه من جهة اللون¡ أم الرسم¡ أم المعنى. والحق أنني وجدت عنواناً آخر ذا صلة بالفضاء الأزرق (التويتري) وهو كتاب (على لسان الطائر الأزرق) لياسر حارب¡ الذي تشابه أيضاً مع العملين السابقين في الدلالة (اللونية - واللفظية) وإن ألغى صورة الطائر الأزرق.
هذه الأعمال المطبوعة اليوم تنتظر من يهتم بها من قبل الباحثين والمهتمين¡ وإن اتجه بعض النقاد إلى رصد بعض الأشكال¡ والمظاهر الأدبية في (تويتر) كما فعل الدكتور عبدالله الحيدري في مؤلفه (فن صياغة التغريدات¡ ومقالات أخرى) وكما فعلت الدكتورة نوال السويلم في مؤلفها (الأشكال الأدبية الوجيزة في فضاء تويتر) بيد أنها محاولات يحسب لها البداية. ولكن لا بد من التصدي لبعض الأعمال المطبوعة¡ والتجارب الورقية¡ بعيداً عن دراسة الواقع الافتراضي نفسه.




http://www.alriyadh.com/1749305]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]