تحظى السجون في مناطق المملكة¡ برعاية واهتمام رسمي¡ يفوق كل التوقعات¡ وهو ما يجعل منها مكاناً مثالياً لإصلاح الفرد وتأهيله وتدريبه وتهذيب سلوكه¡ أكثر منها مكاناً للتأديب وإنزال العقوبات. ولهذا الاهتمام هدف واحد¡ يسعى جميع العاملين في المديرية العامة للسجون إلى تحقيقه على أرض الواقع¡ وهو دعم المسجون¡ ومساعدته على أن يكون عنصراً فعالاً في مجتمعه¡ بعد انقضاء عقوبته.
هذا المضمون أكده النائب العام الشيخ سعود بن عبدالله المعجب¡ قبل يومين¡ خلال زيارته لمديرية السجون بمنطقة مكة المكرمة¡ لتفقد أحوال النزلاء¡ والوقوف على احتياجاتهم بتوجيه من القيادة الرشيدة. وعندما يخاطب المعجب السجناء قائلاً لهم: «جئتكم بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين¡ فهل تحتاجون أي شيء¿»¡ فهذا يجسد حرص ولاة الأمر¡ واهتمامهم الحثيث¡ بقطاع السجون¡ ورعايتهم لشؤون المسجونين فيها¡ وحرصهم الأكبر على إصلاحهم وإعادتهم إلى مجتمعهم بشكل فعال ومفيد¡ إلى جانب تسليحهم بالعلم والعمل¡ وكل ما يلزم لتستقيم حالهم¡ لبدء حياة جديدة¡ والنظر إلى فترة محكوميتهم¡ على أنها لا تعني نهاية الحياة¡ بل تعني الاستفادة من الماضي لبناء المستقبل.
الوصول إلى هذه النظرة الإيجابية للسجون بالمملكة¡ لم تتحقق في ليلة وضحاها¡ وإنما من خلال رحلة طويلة وشاقة¡ حرص خلالها ولاة الأمر¡ على تجاوز العديد من التحديات والعقبات¡ التي اعترضت تهيئة السجون¡ لتكون بيتاً ملائماً للإصلاح¡ وهو ما يفسر الإشادة الدولية بسجون المملكة¡ وما تحتويه من برامج وخطط عامة¡ تصب في صالح السجين¡ كإنسان¡ مر بظروف صعبة¡ أتت به إلى هذا المكان. وقت بلغت الثقة بالنفس إلى حد توجيه النائب العام بأن تكون السجون هي الوجهة الأولى للزيارة لأي وفود دولية تستضيفها النيابة العامة.
الاهتمام بالسجون السعودية متواصل ومستمر على مر السنوات¡ ولعل آخر صور هذا الاهتمام¡ ما ظهر جلياً في رؤية المملكة 2030¡ التي تسعى لبناء وتطوير الشراكات مع القطاع الخاص¡ بالإضافة إلى استحداث وتجديد البرامج الإصلاحية والتأهيلية. وقد خصصت الرؤية حزمة من الخطط والبرامج النوعية¡ لتطوير السجون والارتقاء بها¡ ومن هذه الخطط¡ التي يتم التجهيز لها حالياً¡ «العقوبات البديلة»¡ التي أعلن عنها النائب العام¡ ووعد بأنها سترى النور قريباً¡ وهي دليل آخر على ما يوليه ولاة الأمر بتطوير هذا القطاع.




http://www.alriyadh.com/1756321]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]