بينما نجد هناك وزارات كما في استراليا باسم وزارة الصحة والمسنين نجد المسنين¡ والذي أحب أن أطلق عليهم "كبار المواطنين"¡ عندنا جالسين في البيوت إلا إذا مرضوا فالدولة من مسؤولياتها أن تعالجهم.
الدراسات النفسية تقول إن الإيحاءات الإيجابية التي يتلقاها كبار المواطنين تزيد من أعمارهم وتحسن مزاجهم وتجعلهم في حيوية وصحة وعافية حتى وإن كانت غير حقيقية فإذا قلت له إذا قام بأي عمل بأن ما قام به لا يقوم به إلا الشباب يحسن من روحه الصحية والنفسية¡ كما أن معدلات العمر في الدول التي تعنى بالناس في أكلهم وسعادتهم ونظافة البيئة من أي نوع من أنواع التلوث تزيد أعمارهم ليصل متوسط الأعمار إلى ما يزيد على السبعين عاماً وهناك أبحاث ومحاولات حثيثة لزيادة معدل الأعمار عن طريق تعزيز الصحة وتحسين أسلوب الحياة.
مُنذ ما يزيد على نصف قرن كتبت أنا وزملينا الكاتب محمد العصيمي تقرير اليوم في جريدة الرياض عن مراكز الأحياء والديوانيات وقلت وقتها وقبل أن تحجز الأراضي في الأحياء أن يتم تخصيص مراكز كالديوانيات في الكويت داخل الأحياء وتتبنى من قبل البلديات وتحتوي على أماكن للرياضة لجميع الفئات العمرية والجلوس والسوالف وخاصة لكبار المواطنين من الجنسين لأن إبقاء الناس في البيوت ساعات طويلة يخلق الملل وممارسة عادات غير حميدة ومضرة بالصحة كالانغماس في التفكير السلبي الاكتئابي وفي وسائل التواصل واستخدام الإنترنت والعزلة عن الآخرين وكل واحد أو واحدة مسكر على نفسه في الغرفة ساعات وكأنهم عايشين في فندق وإذا خرجوا خرجوا للمطاعم والمولات طبعاً دون كبار المواطنين الذين قد لا تروق لهم مثل هذه الأمور.
اعتقد الكثير ممن سرقتهم الأيام وفقدوا أحد الآباء يبكون غصة وألماً وحزناً على فراقهم ويتمنون لو أنهم عائشون بينهم ليعوضوا ما فعلوه وما فعله المجتمع بهم من عزلة وتحيز وانشغال عنهم¡ ومما يؤسف له أن جمعيات المجتمع المدني وبرامج المسؤولية الاجتماعية لا تركز إلا على فئة الشباب ولا يوجد سوى بعض الجمعيات في المملكة للعناية بكبار المواطنين وتوفير أساليب الرعاية النفسية والترفيهية وحياة ذات جدوى.. ولم نشاهد من يتبنى بناء المساجد يتبنى بناء مراكز الأحياء والديوانيات وأماكن تجمع لكبار المواطنين وترفيههم¡ فبر الوالدين مقرون بالعبادة وكما نبني مساجد يجب أن نبني مجمعاً اجتماعياً ونوفر الأماكن التي تجمعهم وتخرجهم من عزلتهم وتكرمهم ونحس بهم ونعوضهم بعض ما قدموه لنا.




http://www.alriyadh.com/1756347]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]