لن نقفز إلى الاستنتاجات في حادثتي السفينتين بخليج عمان¡ ولن نلقي التهم جزافاً دون أدلة دامغة¡ فهذا ليس من شيمنا¡ نحن نبحث عن الحقيقة حتى نوجه أصابع الاتهام¡ في الوقت ذاته لا يمكننا التغافل عن الوقائع والشواهد والتهديدات الإيرانية في وقت سابق بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة¡ ما زالت في الذاكرة القريبة¡ ومن أعلى مستويات النظام في إيران¡ خاصة عقب الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي وفرض الحصار الاقتصادي.
لو طرحنا تساؤلاً عمن يكون وراء الهجوم على الناقلتين ومن قبلهما الاعتداء على السفن في ميناء الفجيرة الإماراتي¡ وما الرسالة التي يريد أن يوصلها من خلال تلك الاعتداءات¿ لو كانت الإجابة هي الإرهاب الدولي لسألنا ما الذي سيجنيه¡ خاصة أن أي جهة لم تعلن مسؤوليتها عن الهجومين¡ مما يفقد الرسالة معانيها دون الوصول إلى هدفهاº الإجابة: قد تكون جهة إرهابية وراءها دولة ترعاها¡ وتقدم لها التسهيلات وتتوارى خلفهاº وهذا الاحتمال يقودنا إلى إيران مباشرة دون أي تردد¡ فهي دولة راعية للإرهاب بامتياز¡ ولها من السوابق والأفعال الحاضرة ما يجعلها موضع اتهام رغم محاولاتها إثبات العكس دون جدوى¡ كون أفعالها تناقض أقوالها¡ ولا يمكن الوثوق بها كما حدث في الكثير من المناسبات¡ فإيران هي من هددت مراراً وتكراراً بإغلاق مضيق هرمز¡ وهي التي قالت إنه إذا لم يتم تصدير النفط الإيراني فلن تصدر أي دولة في المنطقة نفطها¡ وغيرها الكثير من التصريحات العدائية التي تجعلنا لا نتردد كثيراً في التفكير أن إيران هي من يقف وراء الهجمات الأخيرة في الخليج¡ فهي المستفيد الأول والأخير دون منازع.
كل الدلائل تشير إليها دون أي تجنٍ¡ فهي تريد أن تثبت أن لها كلمتها وموقفها حتى لو كان ذلك عن طريق الإرهابº وهنا يأتي دور المجتمع الدولي الذي لطالما تغاضى عن المواقف الإيرانية العدائية سواء المباشرة أو عن طريق أذنابها¡ وكثيراً ما حاول المواربة والتبرير حفاظاً على مصالح تجارية ضيقة¡ دون النظر للمصالح الدولية التي تتأثر سلباً نتيجة السياسات الإيرانية التخريبية المؤدية إلى عدم استقرار الإقليم والعالمº فالمواقف الدولية المتخاذلة لا مكان لها بعد اليوم¡ وإلا ستكون الخسائر أكثر بكثير طالما لم يجد النظام الإيراني من يردع رعايته للإرهاب.




http://www.alriyadh.com/1760628]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]