ثمة درجات مختلفة من الخطورة لجريمة الغش¡ تعيين هذه الدرجات من اختصاص المشرعين¡ نشاهد بين فترة وأخرى حملات كبيرة على مواقع تزوير المواد وبيعها كأصلية وعلى بعض المطاعم¡ الغش ظاهرة عالمية مهما بلغت يقظة البوليس والأجهزة الأمنية ستجد هذه الجريمة طريقها للبقاء. كأي جريمة لا يمكن القضاء عليها ولكن تستطيع الأجهزة الأمنية والقوانين المطبقة تحجيمها وجعلها في حدها الذي لا يمكن تفاديه. الغش أنواع¡ هناك غش قاتل كبيع كفرات سيارات مستهلكة¡ وهناك غش قذر كبيع لحوم منتهية الصلاحية¡ وهناك غش بسيط كمن يقلل من وزن الخبز لتعظيم الأرباح.
في هذا العصر مع تعقد وتنوع أسباب الخروج على القانون مصحوباً بتدفق المواد الاستهلاكية وتنوعها تصبح مسألة مراقبة الأسواق أمراً في غاية الصعوبة. لا أعلم كم مادة على أرفف بقالة صغيرة¡ وكم مادة على أرفف محل بيع قطع الغيار¡ كم عدد المواد على أرفف محلات التجميل والصيدليات ومحلات أدوات السباكة إلى ما لا نهاية من محلات تجارية¿ هذه المواد المعروضة قابلة للغش والتلاعب¡ القدرة على تمييز الصحيح من المغشوش تحتاج إلى خبرة متخصصة¡ المستهلك العادي يضع ثقته في الرجال والنساء المخولين مراقبة هذه المواد والتأكد نيابة عنه من صلاحيتها¡ هناك جهات منوط بها مراقبة هذه المحال ولكن لا أعلم هل هناك ارتباط إداري يتبع قيادة موحدة بين هذه الأجهزة.
يسعدنا أن نشاهد هذه الأيام حملات مشتركة بين عدة أجهزة حسب الاختصاص¡**لا أعلم هل هذه الحملات المشتركة ظاهرة قديمة برزت مع تطور الشفافية ومع وسائل النشر الحديثة أم أنها ظاهرة جديدة فرضتها وسائل الإعلام الحديثة¿ هذه الحملات ونشرها سلاح ذو حدين.**تسهم في الثقة ولكنها في الوقت نفسه تثير المخاوف والشكوك¡ فكما هي حال المخدرات في أي بلد تسمع أن البوليس يلقى القبض يومياً على أعداد كبيرة من المهربين ولكن المخدرات متوفرة بين أيدي الأشقياء.
نظام الحسبة الإٍسلامي الذي كان الصحابة يعملون به يستحق أحياءه والاشتغال به¡ نحن في حاجة إلى جهاز حسبة إسلامية قوامها جيش من المهندسين وخبراء الأطعمة والأطباء والصيادلة والمختبرات وغيرها من التخصصات المختلفة. يكون امتداداً لأجهزة عدة¡ كهيئة الغذاء والدواء ووزارة التجارة والبلديات.. إلخ. كما أعرف الإسلام هو أول من قرر نظام الحسبة¡ من المفترض أن نبني هذا الجهاز ثم نزوده بمهندسين وصيادلة وخبراء تغذية.. إلخ. تكون مهمته مراقبة المحلات ومتابعة الالتزام بالمعايير عبر المملكة**"فمن غشنا ليس منا".




http://www.alriyadh.com/1763677]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]