الخوف من الأمراض¡ والحرص على حياة خالية من المشكلات الصحية¡ جعل الناس¡ حتى البسطاء منهم¡ يحرصون على تناول وجبات معينة¡ أو الامتناع عن أخرى¡ وفي بالهم أو أمامهم¡ قائمة من الوجبات الجالبة للأمراض¡ أو التي قيل لهم إنها قد تتسبب في بعض الأمراض¡ مبتعدين بطبيعة الحال¡ نتيجة لهذه المحاذير. والذين يقدمون هذه المحاذير كثر¡ بل إنهم باتوا على كل لون¡ أطباء وطباخين وخبراء أو مسوقين لوجبات¡ يهمهم أن تكون محط عنايتهم. المدققون¡ في وجباتهم¡ بناء على ما يسمعون ويقرؤون¡ من وصايا وتعليمات هؤلاء السادة والسيدات¡ كلهم لا هم لهم إلا ماذا نأكل وماذا نشرب¡ وهناك الآن كتب ومواقع أو منصات¡ ومطاعم تقدم وجبات جاهزة أو تجهز عند الطلب حسب المعايير¡ إلى منزلك¡ فقد سمعت نصائحهم ووافقت على دفع أثمان باهظة لتلك الواجبات ما دامت جهزت وقدمت بناء على رأي ومشورة "العلماء" في الصحة والطعام الخالي من المحاذير¡ وعلى رأسها كما يكررون¡ الثلاثي الخبيث: السكر والملح والدقيق!¡ وعلى تحديد أوقات¡ لتناول الطعام¡ بل إن بعض الناس ومن دون ترتيب مسبق¡ ونتيجة للوسوسة الصحية¡ تحولوا إلى أرانب¡ فلا يأكلون إلا من نَبْت الأرض¡ وبعضهم حتى نبت الأرض يخضعونه لرأي مستشاري الأطعمة الصحية. بعض هؤلاء لديهم ظروف دفعتهم إلى التدقيق فيما يأكلون ويشربون¡ مبتعدين وفي نفوسهم حسرة عن لذائذ الطعام بما فيه من اللحوم والشحوم والسكريات¡ وقد يحدث هذا التحول نتيجة المرور بظرف صحي¡ أو بمرض عابر لا خوف منه أو من تشعبه داخل الجسم¡ لكن بعض الناس¡ خاصة في الآونة الأخيرة¡ باتوا يتابعون كل جديد في قوائم الأطعمة¡ هذا الهوس دفع بعض المستثمرين¡ إلى الدخول على خط تجهيز أطعمة مكوناتها من خضراوات مزروعة على الطبيعة¡ خالية من المخصبات أو الأسمدة غير العضوية. وكأنهم يردون على إهمال الزراعة التقليدية¡ التي طردتها البيوت المحمية¡ هذه البيوت التي أصبحنا بفضلها¡ نأكل الفاكهة والخضراوات طوال أيام السنة¡ بل إن حبة الفاكهة العادية¡ طالها التطور فأصبحت تخرج إلينا¡ بأضعاف حجمها الذي عرفناه¡ وعليك الآن النظر إلى البطيخ والفراولة والشمام! لكن السؤال الذي نطرحه ونعرف الإجابة عنه¡ لماذا¡ حتى نصف قرن مضى¡ كنا نبلع الزلط¡ ومع ذلك فإن أوزاننا عادية لا سمنة ولا ترهل ولا شكوى من الحموضة والهضم¡ حتى النوم كنا نضع الرأس على المخدة وننام نوما هنيئا¡ خاليا من القلق والهموم¿ والجواب الحاضر¡ الذي لا يقدم عليه إلا القلة من الناس¡ يكمن في رياضة المشي¡ رياضة مجانية لا تكلفك أجهزة ولا اشتراكا في ناد¡ رياضة كنا نمارسهاº لأن السيارات كانت عزيزة¡ وحجم مدننا لم يكن بهذا الحجم الذي هي عليه الآن. الرياضة وحدها¡ إذا لم تكن مريضا تحتاج إلى غذاء معين¡ تغنيك عن كل الصرعات¡ التي باتت تدخل بيوتنا¡ وتشفط جيوبنا¡ لترشنا ماذا نأكل¡ وماذا لا نأكل!




http://www.alriyadh.com/1766800]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]