يبدو أن عوائق التجارة العالمية في ازدياد¡ وأن الحروب التجارية في اتجاهها للصعود وليس التناقص¡ يزيد الأمر صعوبة الضعف الذي بدأ يطرأ على بعض المؤسسات الدولية¡ وعجزها عن القيام بدورها على الوجه المطلوب¡ تقول المفوضة الأوروبية للتجارة السيدة سيسيليا مالمستروم¡ حسبما تناقلته بعض وسائل الإعلام: إن منظمة التجارة العالمية تشهد أزمة عميقة قد تشل جهازها الخاص بتسوية النزاعات التجارية مع نهاية العام الجاري¡ وتؤكد السيدة مالمستروم على أهمية جهاز المنظمة الخاص بتسوية المنازعات في القيام بدوره الرقابي على ما يجري في ساحة التجارة العالمية. وتضيف أنه بإضعاف لجان تسوية المنازعات في المنظمة¡ فإن ذلك سيؤدي إلى التأثير السلبي على قواعد المنظمة¡ أو كما قالت: "إذا لم تعد لدينا قواعد¡ عندها سيكون بإمكان أي طرف أن يفعل ما يحلو له¡ سيكون هذا سيئا جدا¡ خصوصا للدول الصغيرة والنامية"¡ جاء حديث السيدة مالمستروم تعليقا على رفض الولايات المتحدة المصادقة على تعيين قضاة جدد في الأجهزة الخاصة بتسوية النزاعات في منظمة التجارة العالمية.
يأتي ذلك¡ أيضا¡ في ظل اشتداد الأزمة التجارية بين الولايات المتحدة والصين حول شركة هواوي¡ وارتفاع حدة الاتهامات بينهما¡ كما جاء في آخر تصريح للسيد جينغ شوانغ¡ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية. يتهم شوانغ النواب الأميركيين الذين اقترحوا مشروعا جديدا ضد شركة هواوي¡ بأن لديهم نوايا شريرة¡ وتحيزا ضد تطور الصين الاقتصادي¡ وذلك تعليقا على المشروع الذي تقدم به أعضاء في مجلس الشيوخ تحت عنوان "مستقبل الجيل الخامس لأميركا". يبدو أن حدة المفردات والاتهامات¡ وليس فقط حدة التعاملات والتشدد في الرسوم والإجراءات¡ بين البلدين آخذة في الازدياد¡ مما يشكل منعطفا كبيرا¡ بدأت آثاره واضحة للعيان في محيط التعاملات التجارية العالمية¡ حيث لم يقتصر الأمر على الموقف الأميركي من الصين¡ بل امتد ليشمل¡ ليس فقط دول أميركا الجنوبية¡ بل وصل إلى الاتحاد الأوروبي¡ الشريك والصديق الأقرب للولايات المتحدة.
إن العجز الذي بدأت تعاني منه بعض المنظمات الدولية¡ وفي مقدمتها منظمة التجارة العالمية¡ والذي تزامن مع علو صوت رؤساء بعض الدول وتجاوزاتهم المستمرة لقواعد تلك المؤسسات¡ يجعل الأمل¡ بعد الله¡ في مجموعة دول العشرين¡ والتي بدأت تأخذ دورا أكبر¡ وأصبح دورها أكثر وضوحا¡ بالرغم من اختلافها من حيث الدور والسلطات والصلاحيات عن المنظمات والمؤسسات الدولية¡ إن بإمكان دول مجموعة العشرين¡ والتي تضم في عضويتها أكبر الدول من الناحيتين التجارية والاقتصادية أن تلعب دور المصلح لما يجري من توترات في مجال التجارة العالمية¡ ولعل المملكة¡ كونها الدولة المستضيفة لاجتماعات المجموعة في العام القادم¡ تنجح لتكون نقطة الانطلاق للعودة لعلاقات تجارية عالمية¡ يسودها الاحترام والثقة¡ يراعى فيها مصالح الدول جميعها النامي منها والأكثر تقدماً.




http://www.alriyadh.com/1766782]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]