قبل عشرين عاماً قرأت الترجمة العربية لكتاب "عربات الآلهة" للكاتب السويسري مثير الجدل "إريش فون دانكين", الذي ملخصه أن كائنات فضائية زارت الأرض قديماً, وكان لها تأثيرٌ على الحضارات الغابرة, وأنها هي من زودها بالتقنيات المتقدمة.
كانت الترجمة متأخرة لكتابٍ صدر قبل نصف قرن, لكنني لاحظت –كما لاحظ كثيرون- أن معظم ما ذكر من قصص سبق أن ألفها الجمهور العربي, لاحقاً أدركت أن الأديب "أنيس منصور" سبق أن أورد أغلب تلك القصص في كتابيه الشهيرين "الذين هبطوا من السماء" و"الذين عادوا إلى السماء".
الفرضية التي يطمح "دانكين" لتأكيدها في جميع كتبه وخطبه هي أن كائنات فضائية زارت كوكبنا, وأنها هي من ساعد على بناء الهياكل الضخمة, مثل الأهرامات المصرية, وتماثيل جزيرة القيامة, وأهرامات المايا, لأنه لا يمكن لشعوب تلك الحضارات أن تكون توصلت إلى تلك التقنيات التي لا تفسير علمي واضح لها حتى الآن, ناهيك عن وجود العديد من الأعمال الفنية القديمة التي تحتوي على رسوم لفضائيين وأطباق فضائية وتقنيات معقدة من المفترض أنها لم تظهر تلكم الأزمنة. أيضاً يؤمن "دانكين" أن أولئك الفضائيين أثروا على الأساطير الدينية, وساهموا في وضع الأسس والشعائر الدينية, وهو ما يفسر تشابه المحكيات في أغلب الأديان من وجهة نظره, ويؤكد على ذلك رياضياً عبر احتساب إمكانية وجود كوكب مشابه لظروف حياة الأرض ضمن مليارات الكواكب والنجوم في المجرات غير المتناهية.
تصاب بالدهشة حينما تغوص في سرده التاريخي لما حدث وكيفية ربطه وتفسيره لما لم يستطع العلم الحديث تفسيره بأنه تأثير مباشر من الفضائيين, رغم أن الكثير من العلماء رفضوا فرضياته وفندوها, كما تبين عدم صحة ما يقول مثل ادعاء نهاية العالم عام 2012 حسب تقويم المايا, ناهيك عن إثبات أنه اقتبس أفكاره من أدبيات سابقة, إلا أنه لا تزال هناك الكثير من الشواهد التي لايعرف لها تفسير علمي واضح مثل ترتيب صخور "ستونتهج" في بريطانيا, أو طائرات الفيمانا التي ورد ذكرها في المخطوطات السنسكريتية قبل آلاف السنين بالهند.
قبل أيام تجدد عهدي بالثمانيني "دانكين", ولكن هذه المرة في قمة ابتكارته: حديقة الغموض "يونغفراو", التي صممها وأنشأها في إنترلاكن السويسرية عام 2003م, وتحتوي على ستة أجنحة مثيرة تحاول الإجابة على الأسرار الغامضة لكوكب الأرض, والتي قد تكون غزوات الفضائيين هي التفسير المقنع لها! وهو ما جعلني هذه المرة أعيد حساباتي, وأبدأ أفكر ماذا لو كانت هذه الفرضيات صحيحة¿ والمثير أنني طرحت هذا السؤال لمتابعي في توتير, وتفأجأت أن 40 % منهم يؤمن أننا لسنا وحدنا في الكون, بينما يتمنى عُشرهم وجودهم!
أؤمن أن العلم حتماً يحمل إجابات لتلك القصص الغامضة, وحتى تظهر تلك التفسيرات يبدو أنني سوف أنتقل إلى صفوف المؤمنين بوجود كائنات فضائية! ماذا عنك أنت¿




http://www.alriyadh.com/1766957]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]