من أعجب مصادفات التاريخ ما حصل في القرن التاسع عشر الميلادي في أميركا¡ فقد كان ابن الرئيس أبراهام لينكون في محطة قطار وسقط على القضبان¡ وكاد يكون في ذلك حتفه لولا أن أمسك الرجل الذي بجانبه بملابسه وأنقذه¡ واسم المنقِذ إدوين بوث¡ وكال الابن كلمات الشكر والعرفان لهذا البطل¡ وبعد سنة قام رجل باغتيال أبراهام لينكون¡ واسم القاتل جون بوث¡ أخو إدوين الذي أنقذ ابن لينكون!
لو قرأت قصص التاريخ لوجدت فيها مصادفات كثيرة كهذه¡ تبدو أحيانًا مستبعدة¡ لكن لا يتوقف الواقع عن مفاجأتنا بهذه الوقائع¡ منها ما حصل في القرن نفسه¡ وانظر إلى هذا المشهد¡ فقد رست سفينة برينستون الحربية في المرفأ بمهابة¡ وقد اجتمع فوقها عام 1844م ملأٌ من كبار الشخصيات منهم الرئيس الأميركي جون تايلر بمناسبة عرض عسكري لأكبر مدفع بحري في العالم¡ وزنه 13 طنًا¡ لم تر البحار مثله¡ وبعد إطلاق قذائفه مرتين وسط التصفيق والإعجاب نزلوا لجوف السفينة ليبدأوا الحفلة¡ وأخذ الناس في الأكل والشرب والمحاورة¡ ثم نودي أنه بقي إطلاق للقذيفة الثالثة والأخيرة فصاحوا جذلًا وبدأوا الصعود الحماسي لسطح السفينة ليروا¡ ووضع الرئيس جون قدمه على السلم ليصعد معهم¡ لكنه سمع زوج ابنته بدأ ينشد نشيدًا وطنيًا فمكث قليلًا... وهذه المجاملة هي ما أنقذ حياته. ذلك أنه لما دوّى المدفع حصل خطأ لا يُعرَف سببه¡ ما فجر جزءًا من السفينة مقاربًا له¡ وهذا قذف بأكوام كبيرة من قطع حديدية حادة ملتهبة نحو المجتمعين¡ فقتل هذا وزير الخارجية وضابطًا بحريًا وأربعة آخرين¡ ولو كان الرئيس تايلر هناك لما أخطأته تلك الشظايا ولكان فيها حتفه.
يمشي الواقع على وتيرة متوقعة ثم يفاجئك بمصادفات عجيبة كهذه!




http://www.alriyadh.com/1771309]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]