طالبت المملكة المجتمع الدولي أن يضع حداً للانتهاكات التي يتعرض لها شعب الروهينجا¡ موقف المملكة هذا يتسق مع المبادئ الإسلامية ومع حقوق الإنسان الطبيعية.
موقف الشعب السعودي اليوم يختلف عن موقف الشعب السعودي في السابق تجاه قضايا المسلمين وما يتعرضون له¿ جوهر التعاطف لم يتغير¿ في الماضي القريب كان يمكن لقضية الروهينجا أن تصبح حديث الناس وموضوع الخطب وبيانات الدعاة ويمضي التعاطف حتى يصبح مادة للانتهازيين والمسيسين لتمرير أجنداتهم حتى تخرج القضية من مسارها الطبيعي الذي يخدم شعب الروهينجا إلى مسارات سياسية وتحزب. شهد التاريخ كيف تحولت قضايا الآخرين إلى مادة للتطاول السياسي على حكومات الشعوب الإسلامية فتظهر من خلالها دعاوى الخلافة ووحدة المسلمين فتتحول الأوطان الراسخة إلى كيانات مهزوزة مؤقتة تنتظر اليوم الموعود الذي يتوحد فيه المغرب مع أفغانستان مع الصومال وبقية البلاد التي يسكنها مسلمون.
الشعب السعودي أدرك أن القضايا الدولية ليست من مهام الأفراد وليست من مهام رجال الدين ولا تناقش في المساجد¡ كل دولة تملك أجهزة متخصصة في الشؤون الدولية ولديها قيادات تتخذ القرارات بشأنها¡ لا يمكن أن ننظر إلى المشكلات التي تحدث في دول أخرى بمنظار واحد¡ في كل قضية في العالم لا يخرج منها للعامة سوى أطرافها¡ فيما يبدو للملا أنها قضية دينية أو عنصرية قد تكون قضية سياسية¡ تتستر بالاضطهاد لكسب التعاطف.
كل دولة أدرى بمشكلاتها وإذا تعدت حدود الدولة نفسها تحل وفقاً للقانون الدولي. ثمة منظمات تهتم بحقوق الإنسان وكلمة الإنسان تشمل الإنسان المسلم. الأمور السياسية الدولية ليست وامعتصماه. لا يمكن أن تعالج القضايا بالعاطفة والتهييج. في عصرنا الحديث ظهر شيء اسمه مجتمع دولي تنتظم فيه الشعوب دون أن تفقد استقلالها وحقها في المبادرة. كل دولة تعبر عن وجهة نظرها وإذا أرادت أن تتحرك فتتحرك في إطار القانون الدولي وبما لا يتعارض مع مصالحها. الدول تسير وفقاً لاستراتيجية تضع مصالحها وأمنها وعلاقاتها مع الدول الأخرى فوق كل شيء. ليس من الحصافة أن تسمح للعواطف أن تملي عليها قراراتها السياسية.
يتوفر في المملكة وزارة خارجية عريقة وخبراء في الشأن الدولي وصحافة. هذه الأجهزة هي المخولة أن تشكل الرأي العام تجاه أي قضية دولية بالحجم الذي يسمح للإنسان العادي اتخاذ موقف يكون مسانداً لموقف الحكومة من القضية. عندئذ تتحرك الحكومة بحرية وقوة. أن يأتي جاهل أو عاطفي أو انتهازي ويعبث بالرأي العام يهيج الناس ضد أو مع دولة أجنبية هذا الأمر انتهى بارتفاع وعي الشعب السعودي وحزم قيادته.




http://www.alriyadh.com/1777529]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]