دائماً ما يثير فضولي ما نتناول يومياً من محتوى وبيانات وآراء وتعليقات في الفضاء الإلكتروني وخاصة منصات كـ»تويتر»¡ تحظى به ملايين المستخدمين¡ يطرحون خلاصة خلفياتهم الفكرية على الملأ بكبسة زر… من هؤلاء حقاً¿! وهل تمثل اهتماماتهم البارزة في «ترند اليوم» والأكثر تغريداً اهتمامات المجتمع السعودي¿ هل يمكن أن يحمل لنا الغد القريب رأياً عاماً محلياً يقاس وفق اتجاهات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي¿¡ أسئلة أظنها مشروعة ومهمة¡ في عصر يتبادل فيه المسؤول الأحاديث مع المواطنين عبر حسابات مواقع التواصل¡ ما يؤرقني رغم ذلك هو البنية الأكاديمية المعتادة لقياس الرأي العام¡ من استطلاعات واستبيانات على عينات كبيرة من المجتمع¡ عينات «ممثلة»¡ وهو مصطلح أكاديمي نطلقه على عينات المبحوثين الممثلين لكافة أطياف القطاع المراد بحثه كمياً وكيفياً.. إذن كيف يمكن لحساب إلكتروني غير معروف السن والخلفية الاجتماعية والتعليمية أن يعتد به في حقل البحث العلمي¿.**
بصرف النظر عن تلك المعضلة البحثية المستقبلية¡**تزدحم أرفف الدراسات بالفعل بجهود بحثية تحاول إيجاد علاقة بين تشكيل الرأي العام والأنشطة والتفاعلات الدائمة على مواقع التواصل الاجتماعي¡ فإحدى الدراسات على سبيل المثال تؤكد على أهمية دور تلك المواقف وتحديدًا «فيسبوك¡ وتويتر» في التأثير على الرأي العام باعتبارهما «مظلات تقنية رقمية حديثة»¡ وهي الدراسة التي أُجريت في سبتمبر من العام 2012 على يد لوساس بروان بعنوان «وسائل الإعلام الجديد والرأي العام».. وفي دراسة أخرى لكل من جيسي لي¡ وهويون روو¡ ولوري مون في العام 2013 بعنوان «استخدام المواطنين لتويتر في تمرير المعلومات السياسية في كوريا الجنوبية» تفرد موقع «تويتر» تحديدًا كأحد أهم المواقع الاجتماعية فيما يتعلق بعرض الآراء ووجهات النظر لاسيما السياسية منها إضافة للمعلومات المتداولة من قبل المواطنين بعضهم البعض.**
وبالرغم من تلك الأهمية الكبيرة والتأثيرات الحيوية الملموسة على نحو يومي¡ هناك أيضًا آثار غير مرغوب فيها تطرأ نتيجة للحراك على مواقع التواصل الاجتماعي¡ يقع في مقدمتها سهولة انتشار الشائعات والأخبار والبيانات المزيفة¡ وبالتالي من دون تمتع الأفراد بحس منطقي قوي وقدرة على تمييز المصادر الأصيلة للمعلومات قد يقعون فريسة لذاك الوابل من اللاشيء والامعقول. فلا يُعيب هنا المنصات الإعلامية من إصدار تقارير أو تدشين ورش عمل وبرامج للتحقق من المعلومات¡ تدمج من خلالها المواطنين في عملية فرز المحتوى المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي¡ ولا بأس من أن تقوم الوكالة الرسمية بهذا الدور عن طريق حساب إلكتروني إضافي خاص¡ يعمل تحديدًا على تصحيح المعلومات الخاطئة المتداولة على مواقع التواصل¡ ويشجع المواطنين على التعامل مع الحسابات الموثقة فقط¡ وعدم الانجراف وراء الحسابات المزعومة والوهمية.




http://www.alriyadh.com/1777787]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]