لن أحدثك عن وطنيتي ولن أبوح بسرٍ من أسرارها¡ فهي كامنةٌ في أعماق ذاتيº تختلج في جذور الوجود المطلق. ففي ذلك السِحر الناشر ألوانه العاصفة على وجدان كل البشر¡ أحدثك عنهم فهم أوضح من قال ووصف ما بجمال خاطره وفعل المستحيل منذ فجر ولادتهِº قلبهُ ينبضُ بماء الخير¡ والجهد المبذول لامس عنان السماء¡ حتى لامست ساعاته الأخيرة شمس الغروب فانطفأ السراج المضيء ولم تكن لروحه سوى اقترابٌ من كل جانبٍ من هذا التراب الطاهر¡ فعاشَ في بهاء الخالدين.. (فبنوره أنتَ اليوم تستظل بأمنٍ ورخاء).
صحفٌ تتلى وصحائفٌ تروى عن هذا المجد الدائم .اقتبسْ من نور المجد فللنجوم مصابيحها الفاتنة وأسرارها الدائمة من رب الجمال والوجود¡ نثرَ الرحمة في ربوع البلاد¡ وأختار لكَ طريقٌ لا تضل من بعده. طريقُ الوطن لا بد أن تكون واثق الخطوة. طريقٌ ارتحل عنه المؤسسون وتركوه لنا في أجمل صورة لنكمل جهد الآباء.
لنمضي قُدماً في هذا الطريق متأملين في مساراته متباهين في بهائه متفائلين في دوامه ومجده منسجمين في ذاته محبين لوجوده.
جل هذه الأعطيات التي منحها لكَ اللهُ الذي سخر رجالاتٍ يسهرون الليل كي تنام أنت في جنح الظلام تُشاهد أحلامكَ بلا فزعٍ أو تثريب¡ وتمشي في واقعك بلا تهويل أو خوفٍ من هذا أو ذاك.
أنا وأنت طلقاء في هذه البلد سعداء في أمنه واستقراره وفي يومه المجيد. نبتهج بل ونفرح نعم.. ولكن الأولى أن نتذكر هؤلاء الراقدين تحت الرمال اليافعة وذلك التراب الذي حضنهم بظله الدافئ.
تُرى ما الذي يريدونه منا أو ما علينا أن نفعل صوب رد الجميل¡ هل نردد كلماتهم أو نسطر أفعالهم في كتبٍ مزخرفة.
لو سألت كل رجال المؤسس¡ ما عليّ أن أفعل في يومكم هذا¿ سيتبادر في لسانهم حافظ على ما بنيناه وأكمل ما أنجزناه بصدقٍ وإخلاص واعمل بلا فساد¡ فالفساد هو أول بؤر الهدم والدمار ونهايته تشتتٌ وثم ضياعٌ بلا هوية.
فالرمزية في المعنى أن نحاسب أنفسنا كل عام وأن نرى مساهماتنا وإنجازاتنا في جل أعمالنا الصغيرة منها والكبيرة.
فالمؤسسات والقطاعات العامة والخاصة يتوجب من عناصرها الحرص الدؤوب على المحافظة عليها وتطويرها¡ وفق آلية الصدق والمحبة والإخلاص والوفاء. فالمؤسسات الثقافية والتعليمية والتجارية والصحية معنية في تكريس مهامها بتقوية البنية التحتية للدولة والحفاظ على الشعب من براثن التخلف والتضليل والإرهاب.




http://www.alriyadh.com/1777791]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]