جاء نبأ وفاة نجم المنتخب السعودي الأول ونادي الهلال الكابتن الخلوق عبدالله الشريدة -رحمه الله- فاجعة سواء على الرياضيين الذين عاصروه في المنتخب والفرق التي لعب لها أو زملائه في الأندية الأخرى أو حتى غير الرياضيين ممن أحب هذا الفقيد الغالي¡ لكن ما يخفف ألم هذا المصاب الجلل أن المرحوم بإذن الله توفي وهو لتوه خارج من بيت الله¡ ويذكر الله عابدا وذاكرا في خاتمة حسنة إن شاء الله¡ وإن كنت تشرفت بعلاقة خاصة مع الوفي أبو العنود ليست فقط بين إعلامي ولاعب كرة¡ بل امتدت حتى رحيله من الدنيا يرحمه الله¡ إذ كان الفقيد يرحمه الله يحمل قلبا أبيض في منتهى الطيبة¡ هو أسد في الملعب ومن أفضل المدافعين الذين مروا على الكرة السعودية والآسيوية¡ وهو كان مشروع مدافع لا يشث له غبار وقائد في الميدان لا مثيل له¡ لولا قدر الله ولا راد لقدره في إصابته الخطيرة من كوع الغاني كينيدي¡ والتي أفقدته الوعي وكاد وقتها يفقد حياته لولا لطف الله ورحمته حتى أن إحدى الصحف المتخصصة وقتها وضعت مانشيتا عريضا على صفحتها الأولى في الغد تحت عنوان "وفاة الشريدة" فالإصابة قوية جدا وفي موقع خطر في الرأس استلزم تدخلا جراحيا دقيقا¡ بعده أفاق اللاعب وابتعد عن الملاعب لفترة¡ وعاد لكنها عودة مختلفة حاول فيها عبدالله أن يكون هو نفس الأسد ونفس العملاق والسد المنيع¡ لكن الظرف الصحي كان أقوى وتسبب الغاني كينيدي في افتقاد المنتخب والهلال لقوة في خطوطه¡ ولنجم كبير يحمل بجانب مستواه الفني شخصية قوية وكاريزما خاصة¡ ولاعبو الهلال الذين زاملوه وحققوا معه كل الألقاب المحلية والعربية والقارية يدركون جيدا قيمته وأنه بالفعل لا يتكرر والكمال لله سبحانه في كل مواصفاته.
توقف عبدالله عن الركض في ميدان كبير الأندية الهلال مجبرا لا بطل¡ لكنه ابتعد بجسمه وبقي عقله وقلبه يتابعان الأزرق الذي عشقه وعاش داخل مقره أجمل سنين عمره وصعد من خلاله منصات الذهب لأكثر من عشرين مرة¡وصنع لنفسه تاريخا مختلفا لأنه نجم مختلف ولعب لفريق مختلف يصنع السعادة وبيئته جاذبة أكدها المحترفون الأجانب الذين لعبوا للهلال قبل المحليين والذين ما زالوا يتعاطفون مع الفريق¡ ويتابعون مبارياته ويزورونه ويشاركون في مناسباته.
أبوالعنود -يرحمه الله- كان قدوة في سلوكه الديني والأخلاقي ومن النجوم القلائل الأوفياء الذين يتحتفظون بالود في زمن بلغت فيه كبرياء بعض نجوم الكرة مداها¡ فمن وقفت في صفة وتعاطفت معه لا يرد السلام¡ ولا حتى تجد له رسالة جوال في مناسبة عيد أو غيرها¡ ولذا عبدالله تفرد بالوفاء وأصبح صديقا لكل الرياضيين¡ وعلى مختلف ميولهم ونال المزيد من الحب لحياديته كمحلل نجح في هذا المجال بجانب عمله كوكيل أعمال واجه الكثير من المصاعب والجحود ممن توجهوا للوكيل الأجنبي وتركوه¡ ومع ذلك ظل كما هو ولم يتغير أو تتبدل مشاعره ومهما قلت عنه لن أوفيه حقه كإنسان عزيز ارتبطت معه لفترة طويلة وقصرت كثيرا¡ لكنه كان صاحب المبادرة على الدوام في كل مناسبة.
الجماهير الهلالية بجانب الدعاء¡ عليها أن تزحف بكثافة لملعب جامعة الملك سعود¡ وتحضر مباراة ضمك لكي تسهم في زيادة الدخل الذي سيذهب لعائلة الفقيد¡ وهذا أقل رد لنجم وفي ارتدى شعار الهلال ودافع عنه بكل إخلاص وأحدث تطورا في خط الدفاع الأزرق الذي كان قبل مجيئه يعاني الكثير ومع حضوره تبدل الحال وأصبح الخط الأقوى.
عزائي لنفسي أولاً في فقد غالي على قلبي وعزائي لأسرته وإخوانه وأخواته وجميع أقاربه¡ وأسال الله أن يعظم أجر زوجته ورفيقة دربه أم العنود وابنته العنود¡ وأن يلهمهم الصبر والسلون¡ ويجمعهم به في جنات النعيم¡ وإنا لله وإنا إليه راجعون¡ والحمد لله على ما قضى وقدر.




http://www.alriyadh.com/1781557]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]