من الطريف التوقف بتنوع الطرق التي تتفوق بواسطتها المدن وتحدث انطباعاً لا يمحى عند زوارها¡ فمثلاً من يتوقع أن تبلغ المراحيض فتشكل علامة تفوق يفخر بها المواطنون والزوار على السواء¡ هذا ما أثبتته العاصمة "فاليتا" لجزيرة "مالطا" بمشروعها الرائد المسمى "مراحيض الشوارع Strait street toilets".
لقد اختارت بلدية "فاليتا" أن تستثمر في تحويل المراحيض العامة بالشوارع لتحف فنية¡ وذلك بأن لجأت عام 2010 بتجديدها مستعينة بالمصمم والمهندس المعماري "كريس بريفا" الذي تعاون مع الفنان "نوربيرت اتارد" لتزيينها بالأعمال الفنية التركيبية من اختراعه¡ ولقد نجح الفنانان في تحويل المرحاض لساحة عرض فنية¡ إذ تحدث الجدران الرمادية صدمة جميلة في تناقضها الحاد مع الحمرة الصارخة للشروخ المفتعلة والنافذة العريضة لواجهة المرحاض لكانما تفتحه للخارج بينما تحقق الخصوصية في ذات الوقت¡ تصميم يجمع بين الهندسة المعمارية البديعة والفن والأدب¡ حيث بالإضافة للتصميم الجمالي تثير الانتباه على الواجهة خمس قوائم من الكلمات تبدأ جميعها بالحرف "ف V" اسم العامة "فاليتا Valetta"¡ وهي كلمات اقتبسها الفنان "نوربيرت اتارد" من رواية الكاتب Thomas Pynchon'" التي تتناول "الشوارع المستقيمة Strait Street".
واحة فنية تستقبل السياح من كل الجنسيات والذين يتوافدون على مالطا تستدعيهم تلك التجربة¡ تدرجات من الرمادي تحتوي الزائر مع السطوح الفولاذية الساطعة التلميع تعكس مستطيل ضوء النيون الذي يهيمن على الداخل مائلاً بشكل قطري¡ ويضاف لذلك تسجيلاً يمثل محادثة بين خادم في مشرب مع الزبائن¡ عمل مسرحي بحق يرمز للحياة الليلية العفوية للمدينة¡ والتي تشتهر بقاعات الرقص الشعبية¡ حيث تستبدل مرايا الحمامات المعتادة هنا بمرايا مرحة على شكل ستائر تذكر بالعروض المسرحية.
وكما يؤكد النقاد الفنيون الذين اختاروا هذه المراحيض ومنحوها لقب "أفضل مراحيض بالعالم" بأنها قد تجاوزت كونها مجرد بيوت للماء وتحولت لتكون "تجربة مسرحية حقيقية" يعيشها الزائر للمدينة الذي تحوجه الحاجة البيولوجية لتجربتها¡ أو أولئك الذين يستدرجهم الفضول لدخولها للاستكشاف.
تجارب مرحة وفي نفس الوقت تتميز بمستويات فنية وهندسية راقية ورائدة تساهم في النهاية في رفع الرصيد السياحي للمدن.




http://www.alriyadh.com/1782116]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]