بدخول شهر نوفمبر هذا العام يكون مرّ عشر سنوات على تصريح رئيس فريق خدمات المستثمرين في وكالة المدن الاقتصادية في الهيئة العامة للاستثمار المنشور في جريدة «الاقتصادية» كانت تتحدث فيه عن أثر 6 مدن اقتصادية وأنها ستضخ في الاقتصاد السعودي 150 مليار دولار سنويا في الناتج المحلي¡ وأنها ستخلق أكثر من مليون و300 ألف وظيفة للسعوديين والسعوديات. أكتفي بالحديث عن الوظائف هنا حتى لا يتعقد موضوع المقال والمساحة محدودة¡ بالتأكيد أنه بعد كل هذه السنوات لم توظف هذه المدن مليون و300 ألف¡ ولا جزءا يسيرا منه. وهذه إحدى الإشكاليات التي يعاني منها بعض المسؤولين بقصد أو من دون قصد من المبالغة والتحدث عن عظم أثر المشروعات أو البرامج على أساس أفضل سيناريو يمكن أن يقوم عليه المشروع ويتناسى أن المشروعات مثلها مثل غيرها يعتريها ما يعتريها من صعوبات وتأثر بالظروف المحلية والعالمية سواء كانت اقتصادية أو غير ذلك. فهي لا تعيش بمعزل عن غيرها من الظروف¡ وأتذكر حتى الآن أول نسخة تم إطلاقها من برنامج التوازن المالي عندما تم إيضاح وبشفافية حجم الإنفاق والمصاريف المتوقعة مستقبلا حسب ثلاثة سيناريوهات متحفظ جدا ومتحفظ ومتفائل¡ وكانت الأرقام تتغير حسب كل سيناريو وهي ممارسة منطقية وواقعية¡ إحدى المدن الاقتصادية التي تعثرت في منتصف الطريق هي المدينة الاقتصادية بحائل التي صرح في سبتمبر 2014م مدير عام شؤون هيئة المدن الاقتصادية في جريدة الاقتصادية أنه تم إلغاء عقد الشركة المسؤولة عن تنفيذ المشروع وتم تقليص حجم المدينة من 156 مليون متر مربع إلى 18 مليون متر مربع¡ ونحن في زحمة هذه المشروعات العملاقة التي ستحتاج سنوات طويلة لتنفيذها على عدة مراحل ستمر خلالها طبعا بصعوبات محلية أو عالمية حسب الظروف العالمية حينها كل ما أتمناه أن يدرك بعض المسؤولين أو المشاركين بوسائل الإعلام على اختلافها أن التفاؤل مرغوب لكن إعلان حجم أثر المشروع أو البرنامج أو القرار من حيث التوظيف تحديدا على أساس سيناريو متفائل جدا لوحده فقط فيه مخاطرة لخسارة ثقة المتابع لأثر هذه المشروعات لاحقا¡ في حال كان عدد الوظائف التي تم استحداثها أقل بكثير من التوقعات المبدئية¡ يضاف لها أنني شخصيا وأعتقد كثيرين مثلي لا يعرفون كيف يتم حساب عدد الوظائف المتوقع مستقبلا¡ فهل هي وظائف دائمة من أساس المشروع¿ أو أن جزءا كبيرا منها وظائف مؤقتة مرتبطة بتنفيذ البنية التحتية للمشروع¡ وعندما تنتهي البنية التحتية تكون هذه الوظائف انتهت معها¿.




http://www.alriyadh.com/1786266]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]