نظرية المؤامرة نظرية دينية سياسية ولكنها انتشرت في أجزاء أخرى من الجسد. لا يوجد فريق كرة قدم سعودي لم يتعرض لمؤامرة. ولا تظهر هذه المؤامرة إلا عند إخفاق الفريق أو بعد هزيمته أو تدهور في ظروف النادي.
الصراع بين الإعلاميين الرياضيين أفضل مكان نتعرف فيه على خصائص هذه النظرية ولماذا يقبلها بعض الناس بسعادة. النوادي كما نرى لم تستقر على صيغة إدارية حديثة. كل فريق يراوح بين الصيغة الإدارية التقليدية والصيغة الحديثة. لم تتحول النوادي إلى الإدارة الحديثة بالكامل.
أشبه النوادي الرياضية السعودية في حوسة بنيتها الإدارية**بالدول الثورية¡ كسورية حافظ الأسد: ديموقراطية قمعية عشائرية نيابية عسكرية بعثية اشتراكية عروبية وحدوية¡ لا يعرف مواطن تلك الدول إلى أي من هذه الصيغ السياسية ينتمي¡ هذه الخبيصة يتولد عنها غموض يحتاج إلى عمل سحري يفك رموزها¡ فلم يجد مثقفو هذه الدول عند مواجهة الإخفاق سوى اللجوء إلى العلاج السحري المسمى نظرية المؤامرة. التشخيص لا يتعدى الأمراض الدولية: الإمبريالية أو الماسونية أو الصهيونية العالمية أو الاستعمار¡ هذه قائمة من الأمراض ينتقي منها المثقف حسب نوع الإصابة.
عندما تنظر إلى الاتهامات المتبادلة بين النوادي سترى أن العلل كثيرة أيضاً¡ اتحاد كرة القدم لجنة الحكام لجنة الانضباط هيئة الرياضة الاتحاد الآسيوي ثم رؤساء هذه المنظمات والإدارات أو بعض العاملين فيها.
كما يحصل في الدول الثورية لا أحد يريد أن ينظر إلى القضية نفسها ولا أحد يريد أن يحلل الواقعة المثارة¡ لا أحد يريد أن يراجع شريط المباراة موضع النزاع كاملة¡ لا أحد يريد أن يعود إلى أداء فريقه في الدوري¡ يلتقط حادثة أو خطأ (صحيح أو متخيل) حصل في المباراة ويبني عليه قصة كاملة¡ ثم تشبك هذه القصة مع قصص تم تأليفها سابقاً على أحداث مشابهة ولهذه القصص قصص مشابهة عند الخصم. فيفقد المتابع القدرة على قراءة الأحداث لأنه لا يعرف بعض تلك الأحداث التاريخية ولا يعرف كل ما جرى في الماضي لأن بعض ما يتحدثون عنه حدث قبل ولادته فيحتكم إلى ميوله ليرتاح.
تتطور نظرية المؤامرة وتترسخ عبر التركيز على التفاصيل كأن يتجادلون على هدف سجله اللاعب الفلاني قبل عشرين سنة وألغاه حكم المباراة ظلماً وعدواناً¡ سحب انتباه المستمع من القضية الأساسية الحاضرة إلى تفصيل بعيد¡ فإذا رفضت الدخول في هذه التفاصيل سيعدك خصمك تتهرب من المناقشة وهذي علامة ضعف وإذا دخلت معه في التفاصيل سيخرج النقاش عن أساس المشكلة.
تطور في ذهن الإنسان العربي عالم اقتراضي ليكون ملاذاً عندما يختلط الهوى مع الحق¡ أي مشكلة تنشأ في العالم الحقيقي تنقل فوراً إلى العالم الافتراضي ليتم تداولها بحرية بمساندة الخيال والهوى.




http://www.alriyadh.com/1787350]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]