قبل سنوات جال معرض سعودي عواصم عالمية¡ يحط رحاله في تلك المدينة أو الأخرى ليقدم للعالم أبرز إنجازات المملكة¡ أطلق عليه (معرض المملكة بين الأمس واليوم)¡ كان تحت رعاية قائد هذه البلاد الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميراً للرياض.
فكرة خلاقة¡ أفضل من أي فكرة إعلانية وأفضل من توظيف شركات متخصصة¡ تعرفت المدن العالمية الكبرى التي زارها المعرض على حجم التقدم الذي ساد المملكة¡ شاهدت نماذج حقيقية من جوانب نهضة البلاد. ناقش ضيوف المعرض عدداً من السعوديين المختصين كما لو كانت ندوات مباشرة وعفوية¡ استمتع الزوار بالفنون السعودية والأكلات والمشروبات السعودية الشعبية¡ كان المعرض يقدم لكل فئة من الزوار ما يهمها¡ الفنانون حصلوا على معلومات عن الفن السعودي والاقتصاديون اطلعوا على التقدم الاقتصادي في المملكة وهكذا غطى المعرض كثيراً من الاهتمامات مما أسهم في التعريف بالمملكة.
أتذكر أن حدثني أكثر من رجل وامرأة لا أعرفهم على المستوى الشخصي التقيتهم بالصدفة في أماكن عامة في لندن حدثوني عن إعجابهم بالمعرض وبالتقدم في السعودية¡ كان حواري معهم حميمياً¡ لا يشوبه أي نوع من أنواع التكلف أو المجاملة فالمعرض أثر فيهم وأعطاهم فكرة عن السعودية¡ لم يشعر هؤلاء أن المعرض مجرد علاقات عامة كما يحدث عادة عند استئجار شركات أجنبية متخصصة تقوم بهذا الدور¡ المتخصصون من أبناء البلد أجدر من يعرف الآخرين ببلاده.
أهم ما امتاز به معرض المملكة بين الأمس واليوم البساطة والتنوع¡ والأهم من كل ذلك أن ابتعد عن السياسة. المواطن العادي في أي مكان لا يحب السياسة¡ فنحن الآن نعرف تاريخ اليابان وتطور اليابان وعظمة اليابان ولكننا لا نعرف حتى اسم رئيس وزراء اليابان أو وزير خارجيتها¡ لكن معرفتنا باليابان البعيدة عن السياسة حملتنا على احترام اليابان وتفهم مواقفها السياسية¡ فالأمم هي تراثها وتقدمها وتاريخها وتأتي سياستها تتويجاً لكل هذا.
في السنوات القليلة الماضية قفزت المملكة في المستقبل بشكل غير مسبوق¡ ما جرى من تحولات وتغيرات تحتاج إلى حملة إعلانية في العواصم الكبرى حتى يتمكن الإنسان العادي في العالم من معرفة حقيقة ما جرى من تغير وتطور جوهري في نواحي الحياة المختلفة وخصوصاً في المجال الاجتماعي¡**بين فترة وأخرى تتعرض المملكة لحملات معادية تحاول تشويه صورة المملكة¡ هذا شيء طبيعي أن تتعرض الدول لحملات تشويه عندما تريد أن تخرج من ركود الماضي إلى حيوية المستقبل¡ هناك خاسرون وهناك رابحون¡ لا شك أن الخاسرين سوف يدافعون عن مكاسبهم القديمة¡ يريدون أن تبقى الحال على ما هي عليه¡ التصدي لحملات التشويه ضرورة ولكن علينا توخي السبل الناجحة والعمل الصادق المؤثر.




http://www.alriyadh.com/1788360]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]