العدالة والخير والسعادة قيم وجودية مهمة¡ يسعى إلى تحقيقها الإنسانº فهي من أهم المكونات الوجودية الضرورية للعالم¡ ويصعب تحقيقها والظفر بها بشكل شاملº فهي قيم تختلف أنماطها من حضارة إلى أخرى¡ فنجد أنه لتسهيل وجود القوانين لا بد من وجود عدالة جادة¡ توضح حقوق الإنسان وحمايته¡ سواء على الصعيد الفردي أو الاجتماعي¡ وغيرهما¡ وهكذا يصعب تحديد موقف بعينه¡ فالأجدر رؤية الإشكالية من جميع جوانبها.
قد يحتاج الإنسان إلى شيءٍ من الطمأنينة ليشعر براحة النفس والبال¡ وقد يشعر بالسعادة لوجود شيء يحميه أو يخلصه من مصائبه التي لا تنتهي¡ أو التي يصعب عليه حلها. وبما أن الإنسان كثير التفكير فيما يدور حوله من أمور كونية¡ فقد يصعب عليه تفكيك كثير من الرموزº حينما يحتاج أن يغوص ويسبر أغوار هذا الوجود.
لقد حاول العلم الحديث البحث في هذه المسائل¡ والوصول إلى وقائع وإثباتات تلامس شيئًا من الواقع¡ أو الوصول إلى جزء من أجزاء الحقيقة المطلقة¡ ولكن هذه الاكتشافات لن تُرضي الإنسان الباحث عن السعادة¡ أو الطمأنينة¡ خاصةً بعد الفناء.
**إن الإنسان البسيط خاصة في سلوكه البشري يريد شيئًا من الراحة¡ وشيئًا من إرضاء النفس. فالإنسان في معياره الحسي لديه رغبة جامحة في معرفة سبب وجوده في هذا العالم الفسيح¡ وهل له رسالة كونية يثبت من خلالها أنه صالح للعيش بسلام في هذا الكوكب الجميل¿ ويدرك مدى كمال خلقه القويم من خلال رؤيته الخاصة أو رؤية المحيطين من حوله¡ بحكم أن البعض قليل الثقة بنفسه.
الأخلاق عادة ما تكون نسبية متأرجحة¡ وهذا يرجع إلى درجة طمأنينة النفس وهدوئها¡ لهذا نجد في المجتمعات كثيرة الصراعات والحروب فقدانها السيطرة على الأخلاق¡ والسبب في ذلك هو عدم فهم الديّن كروح وجوهر ورسالة¡ أو عدم القدرة على استيعاب الحياة بشكل منطقي. كثير من الأفكار الوضعية تم تطبيقها عكس مفهومها¡ ما تزيد الأمور حدة بهذا الشأن¡ فنرجع إلى المثلث الأول المجهول¡ وهو الخوف والحرب والجوع. هذا المثلث يهلك البشرية ويدمرها¡ وعلى المجتمعات أن تأخذ حذرها من المسائل المغلوطةº مع دوام البحث والتحري عن الحقيقة لكيلا تصاغ المفاهيم عكس معناها.
ولكن تلك الأمور لا تتحقق إلا بتهيئة وسائل إضافية مساندة للبنى التحتية للمجتمع. فالتعليم أساس لنهوض الإنسان¡ فمجتمع بلا تعليم مجتمع أجوف¡ لا يستطيع مواجهة أقل الأخطار والكوارث¡ بينما المجتمعات المتقدمة علميًا وثقافيًا نجدها تقاوم أكبر الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية.




http://www.alriyadh.com/1790524]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]