لم يكن الأول من ديسمبر الجاري يوماً عادياً في التاريخ الاقتصادي للمملكة¡ فهو اليوم الذي بدأت فيه المملكة رئاستها "الفعلية" لمجموعة العشرين¡ وتستمر هذه الرئاسة إلى نهاية نوفمبر من العام المقبل¡ وصولًا إلى انعقاد قمة القادة في الرياض يومي 21 و22 من الشهر ذاته.
المملكة أول دولة عربية وإسلامية¡ تتسلم رئاسة مجموعة العشرين¡ التي تضم قادة أكبر الدول الاقتصادية في العالم¡ وهو ما يجعلها حريصة على بذل المزيد من الجهد والتنسيق والتجهيز المسبق والمتقن من الآن¡ حتى تخرج القمة بالنتائج المرتقبة¡ التي تساهم في دفع عجلة الاقتصاد العالمي إلى الأمام¡ ومواجهة التحديات والعقبات¡ التي تجنب هذا الاقتصاد أي أزمات مستقبلية.
ملامح برنامج قمة الرياض¡ تقول إنها تركز على موضوعات مهمة للغاية¡ ترفع شعار "اغتنام فُرَص القرن الحادي والعشرين للجميع"¡ من خلال ثلاثة محاور رئيسة¡ وهي: تمكين الإنسان عبر تهيئة الظروف المناسبة لذلك¡ والحفاظ على كوكب الأرض¡ من خلال تعزيز الجهود التعاونية فيما يتعلق بالأمن الغذائي والمائي¡ والمناخ¡ والطاقة والبيئة¡ وأخيراً تشكيل آفاقٍ اقتصادية جديدة¡ من خلال اعتماد استراتيجياتٍ جريئة وطويلة المدى¡ لتبادل منافع الابتكار والتقدم التكنولوجي.
حرص المملكة على تحقيق أقصى مستوى للنجاح في قمة العشرين المرتقبة¡ ترجمه حديث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز¡ عندما قال إن "المملكة ستلتزم خلال هذه الرئاسة بمواصلة العمل¡ الذي انطلق من مدينة أوساكا اليابانية¡ والعمل على تعزيز التوافق العالمي¡ ونسعى جاهدين¡ بالتعاون مع الشركاء بالمجموعة¡ لتحقيق إنجازات ملموسة واغتنام الفرص للتصدي لتحديات المستقبل"¡ حديث ولي العهد¡ يبعث برسالة إلى العالم¡ بأن المملكة ومن خلال برنامج القمة¡ ستناقش كل العقبات والتحديات التي تقف في وجه نمو الاقتصاد العالمي¡ وستعمل على إيجاد حلول عاجلة لها¡ والمملكة في هذا الأمر¡ لن تتحدث عن نفسها فحسب¡ وإنما ستنوب عن منطقة الشرق الأوسط¡ والعالمين العربي والإسلامي.
رسالة أخرى¡ وجهها ولي العهد إلى الدول في القارات الثلاثةº آسيا وإفريقيا وأوروبا¡ طمأنهم فيها بأن المملكة باستضافتها مجموعة العشرين¡ سيكون لها دور مهم في إبراز منظور منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا¡ باعتبار هذه الرئاسة فرصة ثمينة وفريدة¡ ينبغي استثمارها¡ لتشكيل توافقٍ عالميٍّ¡ بشأن القضايا الدولية العاجلة والمهمة.




http://www.alriyadh.com/1791141]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]