حادثة قاعدة بنساكولا بفلوريدا حالة فردية شاذة لا تمثل الشعب السعودي الذي يقدم بصوتٍ واحد أحر التعازي وخالصها لأسر المتوفين وتمنياته للمصابين بالشفاء العاجل¡ ولأميركا وكل دول العالم السلام..
تُعد المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول المتضررة من التطرف والإرهاب¡ ووفقًا للإحصاءات الرسميةº فقد تعرضت المملكة لأكثر من 335 عملية إرهابية منذ العام 1979م¡ تمكنت من إحباط 229 عملية منهاº بينما بلغ عدد الضحايا الأجانب لهذه الهجمات الإرهابية 159¡ وأصيب 1047¡ ووصل عدد الضحايا من المواطنين إلى 338¡ والمصابين إلى 1288 شخصًا.
يقول فلاديمير فورونكوف¡ مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب: "بفضل الدعم السعودي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز¡ وولي العهد الأمير محمد بن سلمان¡ نقيم حالياً 38 مشروعاً لمكافحة الإرهاب حول العالم¡ إضافة إلى الخدمات المتعلقة بحقوق الإنسان¡ مثل دعم ضحايا الإرهاب¡ ومكافحة الأسلحة الذرية والبيولوجية¡ وتوفير الأمن السيبراني.. كما أن الدعم السخي من الحكومة السعودية مكّن مركز مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة من القيام بأدوار مهمة وحيوية عدة¡ منها مساعدة عدد من الدول حول العالم فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب¡ ودعم أسر ضحايا الإرهاب ومحاربة الأسلحة الذرية والبيولوجية".
إطلاق النار المأساوي والجريمة البشعة في قاعدة بنساكولا بفلوريدا التي نفذها طالب سعودي¡ ونتج عنه وفاة وإصابة عدد من المواطنين الأميركيين¡ خبرٌ وقع كالصاعقة صُدمت منه الحكومة السعودية وشعبها المجيد¡ أجرى مباشرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله– اتصالاً هاتفيًّا بفخامة الرئيس دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأميركية¡ قدم فيه تعازيه وخالص مواساته للرئيس الأميركي ولأسر المتوفين وتمنياته للمصابين بالشفاء العاجل¡ كما أكد -حفظه الله– أن مرتكب هذه الجريمة الشنعاء لا يمثل الشعب السعودي الذي يكن للشعب الأميركي كل الاحترام والتقدير.
وللمتابع في نفس المنعطف¡ يجد أن السعودية شهدت حراكًا لا يكلّ ولا يملّ من جميع الجهات ذات المسؤولية الأمنية والفكريةº حيث تتسابق فيها على حد سواء للتشارك في إطار وطني للتصدي للتطرف والإرهابº فتظهر تباعًا منصات متعددة تعمل على تعزيز الأهداف الرئيسية لمواجهة الفكر المتطرف¡ والتي تقوم على ثلاثة مسارات متزامنة.. المواجهة الفكرية¡ المواجهة الأمنية¡ وتجفيف منابع تمويل التطرف والإرهاب¡ تمكنت فيها من تحقيق نجاحات غير مسبوقة في ذلك حتى سعت دول عديدة لاستنساخ التجربة الفاعلة التي نتج عنها التصدي الاستباقي للكثير من المحاولات الإرهابية.
سعوديتنا العظيمة لم تتأخر عن سَن وتطوير القرارات والأنظمة لمواجهة التطرف الحقير¡ ففي يوليو 2017م¡ أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مرسوماً بإنشاء هيئة محلية جديدة مستقلة للاستخبارات ومكافحة الإرهاب بمسمى "رئاسة أمن الدولة"¡ وفي أكتوبر 2018م تعهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بإعادة المملكة إلى "الإسلام المعتدل".. كما أعلنت عن قانون جديد يوسع نطاق الأنشطة المعرفية كجرائم "إرهابية"¡ كما أنشأت محكمة خاصة للنظر في قضايا الإرهاب¡ كما عملت على جوانب أخرى لا تقل عمقًاº فدعمت دور مؤسسات المجتمع.. المؤسسات التعليمية¡ المساجد¡ الجهات الدعوية المصرحة¡ وسائل الإعلام¡ والأسرة في مكافحة التطرف¡ بالإضافة إلى أنها كانت أول دولة توقّع على معاهدة مكافحة الإرهاب الدولي عام 2000م.
كما أنها كذلك من أكثر الدول التزامًا بالمواثيق العالميةº فقد انضمت وصادقت على الاتفاقيات الستة عشر لمكافحة الإرهاب¡ تحت مظلة الأمم المتحدة¡ وتعمل باستمرار مع فريق العمل المالي (FATF)¡ كما تعد من أبرز الداعمينº ومن ذلك دعمها إنشاء مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بمبلغ (100) مليون دولار أميركي.
السعودية تعدّ مثالًا نموذجيًّا في مكافحة الإرهابº فقد أتاحت مكانتها الدولية تبني مسارات رائدة في تعزيز السلم ونبذ خطاب الكراهية بين الشعوب¡ وتعزيز التعايش¡ وإنصاف صورة الإسلام ومحاربة التطرف والإرهاب¡ وتبقى حادثة قاعدة بنساكولا بفلوريدا حالة فردية شاذة لا تمثل الشعب السعودي الذي يقدم بصوتٍ واحد أحر التعازي وخالصها لأسر المتوفين وتمنياته للمصابين بالشفاء العاجل¡ ولأميركا وكل دول العالم السلام.




http://www.alriyadh.com/1792035]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]