خلال عرضه لشيء من تفاصيل رؤية 2030 ومبادراتها.. وعد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد بأن يكون طرح أرامكو الأكبر في الكون.. أقل من أربع سنوات على هذا الوعد تحقق بشهادة ومشاهدة العالم الأسبوع المنصرم.. حيث حقق اكتتاب شركة أرامكو السعودية تطلعات الجميع¡ حكومةً ومستثمرين¡ وهو ما يجعل من هذا الاكتتاب الأكبر من نوعه في العالم¡ والأقوى في حجمه والأسرع في تنفيذ خطواته¡ ليس لسبب سوى أن الشركة كانت حريصة على أن يكون اكتتابها علامة فارقة وبارزة بين تاريخ الاكتتابات العملاقة على مستوى العالم.
وأكدت الإحصاءات على أمر واحد¡ وهو أننا أمام طرح استثنائي¡ بكل المقاييس¡ تم الإعداد والتجهيز له بعناية فائقة منذ سنوات مضت¡ واليوم تجني المملكة والشركة والمستثمرين ثمار هذا الاكتتاب¡ ولنا في درجة الإقبال الكبير على أسهم الشركة دليلٌ قاطع على الجدوى المالية والاستثمارية في الاكتتاب¡ فالطلب القوي من داخل المملكة ومنطقة الخليج عموماً على قرار الشركة بإعطاء الأولوية للأسواق المحلية¡ مع إتاحة فرصة الوصول كذلك أمام المستثمرين الأجانب المؤهلين¡ يؤكد ضخامة الاكتتاب من جانب¡ وحرص الدولة على مشاركة الجميع¡ أفراداً وشركات¡ ومنحهم الفرصة للاستفادة من هذا النجاح¡ فعندما يصل العدد النهائي للمكتتبين الأفراد 5,056,000 مكتتب¡ قاموا فعلياً بالاكتتاب بعدد 1,537,107,430 سهماً¡ وبقيمة إجمالية بلغت 49,187,437,760 ريالاً¡ وبنسبة تغطية بلغت 153.7 في المئة من إجمالي حجم الأسهم المطروحة لشريحة الأفراد¡ فهذا يعني اقتناع الجميع بالجدوى من هذا الاكتتاب¡ والإيمان بالمردود المالي المتوقع عند إدارج أسهم الشركة في أسواق التداول.
لم تكن توقعات مئات المحللين في الداخل والخارج¡ قبيل بدء الاكتتاب المرتقب¡ بعيدة عن الواقع الذي نعيشه في هذه اللحظة¡ عندما أجمعوا على أن اكتتاب أرامكو دون سواه¡ سيكون الأكبر والأضخم في العالم¡ قياسياً على سمعة "أرامكو"¡ باعتبارها أكبر شركة نفط في العالم¡ جعلت من المملكة أكبر مصدر للطاقة على وجه الكرة الأرضية¡ لذلك فإن الإقبال دليل ملموس على قوة استراتيجية الشركة وعرضها الاستثماري على المدى الطويل¡ يضاف إلى ذلك أن هذا الاكتتاب بما جاء به من شروط بعدم قيام المكتتبين بالتفريط في الأسهم إلا بعد فترة معينة¡ يعزز الاستثمار الحقيقي طويل المدى في أسواق المال السعودية¡ بعيداً عن المضاربات التي أطاحت بالسوق في سنوات ماضية¡ وكبدت كبار المستثمرين وصغارهم خسائر فادحة للغاية.
ونعود ونؤكد أن اكتتاب أرامكو يواصل طريقه الذي رسمته الشركة له¡ محققاً كامل التطلعات والأمنيات¡ ولعل أكبر فائدة محققة أن قرار الاستثمار في أسهم الشركة¡ يعزز العائد المستدام من التدفق النقدي الحرّ¡ محققاً مقياساً قوياً يميز أرامكو عن غيرها¡ خاصة إذا عرفنا أن عمر احتياطي الشركة يبلغ 52 عاماً مع ربحية لا تُضاهى¡ بصافي دخل يبلغ 111 مليار دولار¡ يضاف إلى ذلك¡ الاستفادة من طول عمر الاحتياطيات الضخم¡ وانخفاض تكلفة الإنتاج¡ ودمج التقنية والابتكار¡ وانخفاض تكلفة استبدال الاحتياطيات¡ فالجميع يدرك اليوم ما تتمتع به أرامكو من ميزة الإنفاق الأقل¡ لكلّ برميل يُستخرج من تحت الأرض¡ مقارنة مع أيّ من شركات النفط العالمية الخمس الكبرى.. بجانب وجود مرونة في دورات أسعار النفط¡ بفضل ضخامة الإنتاج والكفاءة العالية والانضباط في إدارة الميزانية العمومية¡ فضلاً عن نسبة المديونية المنخفضة للغاية¡ ووجود آفاق قوية للطلب على المدى البعيد على جميع الأصعدة¡ مدفوعة بالنفط الخام والغاز الطبيعي والبتروكيميائيات والتوسع نحو أسواق سريعة النمو.




http://www.alriyadh.com/1792036]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]