يقول كاتب أميركي: "كنت أمشي في يومٍ عاصف في إحدى ساحات المدينة ورأيتُ شابة جميلة وشعرت بالشفقة عليها¡ فقد كانت تبدو معوقة الجسد¡ وتمشي منحنية ومائلة¡ ذراعاها مُلقَيتان للأسفل وتمسك بقوة بفخذها¡ تأسفتُ أنها تقضي حياتها تسحب نفسها هكذا. دخلَت الفتاة مبنىً وبصري يتبعها من خلال الواجهة الزجاجية وإذا بها اعتدلت تمشي بطبيعية! لوهلة لم أعرف لماذا كانت تمشي بتلك الطريقة المشوهة قبل قليل¡ وأثناء تفكيري التفتُّ مرة أخرى للساحة ورأيت فتاة أخرى تمشي بطريقة مشابهة¡ ثم أدركت ما يحصل: إنها تمسك بتنورتها. كلتاهما كانتا تمنعان التنورة أن تنكشف في الرياح".
تعلق الكاتبة وندي شاليت على هذا الكلام قائلة: انظروا إلى تأصُّـل الحياء في المرأة¡ حتى الأميركية التي نشّأها مجتمعها على احتقاره والسخرية منه.
هذا مما ذكرته وندي في كتابها عودة إلى الحياء¡ كتاب نادر جداً تنادي فيه بعودة المرأة الغربية إلى الحياء¡ وساقت أدلة كثيرة تُظهر أن بغض ثقافة مجتمعها للحياء وحثه على الفجاجة والتكشف والانحلال أضر المجتمع بشدة بل أضر المرأة أكثر شيء¡ والمفارقة أن المرأة الأميركية هي التي طالبت بما أسمته بالحرية والمساواة في الستينات الميلادية¡ ولما حصلت على ما تريد اكتشفت أنها هي الخاسر في هذه المعادلة غير المتكافئة¡ وصار سهلاً على الرجل أن ينالها وينبذها بسهولة وبلا تبعات¡ عكس السابق حينما كان حياؤها حاجزاً أرغم الرجل على احترامها.
الجزئية بالأعلى مما ذكرته وندي لتظهر أنه رغم أن كلمة الحياء صارت كوصمة عار في المجتمع الأميركي إلا أن طبيعة المرأة تُعيدها للحياء رغماً عن التلقين المجتمعي المستمر هذا¡ وتسوق دليلاً آخر فتذكر البرنامج الإذاعي الشهير والغريب هاوارد ستيرن الذي يستضيف الساقطات الشهيرات دائماً ويطلب منهن أشياء مخلة كتحدٍ عبثي لترفيه جمهوره¡ وحينما أتاهن هذا الطلب الفج دائماً يرفضن! هذه تقول "مستحيل" وتلك تقول "لا هذا مقزز" وما إلى ذلك¡ رغم أن هؤلاء النسوة لم ينلن شهرتهن إلا بفعل كل ما يشين علناً.
تقول وندي: إنه من أظهر الأدلة على فطرية الحياء في المرأة. وتنادي بعودة الحياء والحشمة والطهر من جديد إلى الغرب لكي يصون المرأة والمجتمع.




http://www.alriyadh.com/1792078]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]