الكرة في ملعب الجميع لوقف احتلال الدول¡ وتدخل دول في شؤون دول أخرى¡ الكرة في ملعب الجميع لمحاربة الكراهية والعنصرية والإرهاب¡ الكرة في ملعب الجميع لتحقيق العدالة وبناء جسور المحبة والسلام والتسامح والاحترام بين الشعوب..
أهدى الرئيس الروسي بوتين كرة قدم للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع سابق جمعهما في هلسنكي¡ ونسب لبوتين قوله لترمب في ذلك الاجتماع: الكرة في ملعبكم.
دعونا نحلق في فضاء الخيال ونحاول تفسير مقولة بوتين ومراميها.
هل يقول بوتين لترمب لقد نجحنا نجاحاً باهراً في تنظيم كأس العالم كما لم يحدث من قبل¡ الآن الكرة في ملعبكم فهل تستطيعون في 2026 التفوق علينا¡ أشك في ذلك.
هل يقول له: نحن واضحون في مناقشاتنا ومواقفنا إزاء القضايا العالمية¡ الكرة في ملعبكم لحسم موقفكم¡ سيكون ذلك في غاية الصعوبة بسبب إعلامكم وديموقراطيتكم.
هل يقول له إن روسيا لم تتدخل في الانتخابات الأميركية وأن الكرة في ملعبكم لوقف هذا الجدل العقيم داخل أميركا.
هل يقول له إن الكرة في ملعبكم وسنعرف كل ما يدور في البيت الأبيض من خلال هذه الكرة¡ (طلب بعض الأميركيين الكشف على الكرة قبل دخولها البيت الأبيض).
هل يقول له: يجب أن تعترفوا بنفوذنا في منطقة الشرق الأوسط¡ وإذا كان أمن إسرائيل يهمكم فهذا نتفق عليه¡ الكرة في ملعبكم.
تلك تفسيرات خيالية طريفة - وربما غير خيالية - حول جزئية بسيطة من لقاء القمة بين بوتين وترمب¡ أما ما قاله ترمب فهو علني واضح عفوي لا يغلف بغلاف الدبلوماسية¡ يعبر عن شخصية فريدة في العمل لكنه يضطر للالتزام بسياسة الدولة وثوابتها مهما خرج عن النص في تغريداته ولقاءاته¡ الإعلام العالمي والأميركي تحديداً انشغل بالكرة وبما قيل حولها ولكنه انشغل أكثر بما لم يقل عن لقاء الساعتين خلف الأبواب المغلقة بين الزعيمين الذي لم يحضره إلا المترجمين فقط¡ هذا اللقاء الذي لم تعلن نتائجه أشغل الإعلام والمسؤولين في أميركا أكثر من نظرائهم في روسيا.
عناوين القمة والقضايا الشائكة معروفة¡ وهي تشمل إيران وسورية وقضية الأسلحة النووية¡ واتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الأميركية¡ وقضية أوكرانيا¡ والعقوبات الأميركية¡ إضافة إلى القضايا التجارية والاقتصادية. تلك هي عناوين القمة وهي عناوين لم تعلن كبرنامج عمل يسبق اللقاء لكنها قضايا معروفة ومحل خلاف بين الطرفين¡ أما الشيء غير المعروف الذي يبحث عنه الإعلام الأميركي بشكل يومي فهو نتائج القمة¡ ليس هذا فحسب¡ بل تحولت الساحة السياسية والإعلامية في أميركا إلى علامة استفهام كبرى¡ وعلامة تعجب أكبر حول اللقاء المختصر بين الزعيمين لمدة ساعتين.
بسبب ما أحاط بالقمة من غموض فإن العالم يخاطب الزعيمين ويقول لهما: الكرة في ملعب الجميع¡ ولن تحل القضايا العالقة المهددة للأمن العالمي إلا بجعل السلام وتحقيق العدالة ومحاربة الإرهاب ووقف التسلح النووي¡ والتعاون لمكافحة الفقر والجهل والمرض¡ جعل كل ما سبق أهدافاً مشتركة¡ الكرة في ملعب الجميع لوقف احتلال الدول¡ وتدخل دول في شؤون دول أخرى¡ الكرة في ملعب الجميع لمحاربة الكراهية والعنصرية والإرهاب¡ الكرة في ملعب الجميع لتحقيق العدالة وبناء جسور المحبة والسلام والتسامح والاحترام بين الشعوب.
الكرة ليست في ملعب روسيا أو أميركا¡ الكرة في ملعب الجميع¡ ولن تتحقق الأهداف الإنسانية إلا بتعاون الجميع¡ واحترام القوانين والمواثيق الدولية من قبل الجميع.




http://www.alriyadh.com/1793085]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]