Grey gardens أو الحدائق الرمادية عنوان لفيلمين¡ أحدهما وثائقي عرض عام 1975¡ والآخر روائي عرض عام 2009 وهو تقريبًا يحكي قصة الفيلم الأول والشخصيات التي ظهرت فيه.
شاهدت أولاً الفيلم الروائي للمخرج مايكل سوكسي¡ كان ذلك قبل عدة سنوات¡ لكن الفيلم ظل في ذاكرتي لبراعة الأداء الذي قامت به كلتا الممثلتين¡ درو باريمور وجيسيكا لانج. وحين صادفته مرة أخرى قررت إعادة مشاهدته¡ واستمتعت مرة أخرى بالمشاهدة¡ بحثت عن الفيلم الوثائقي الذي بني عليه الفيلم الروائي ووجدته واستمتعت أيضًا بمشاهدته¡ وجعلني أقدر أكثر أداء الممثلتين¡ وأدرك مدى البراعة في تجسيد الشخصيات.
الفيلم يتحدث عن إديث بوفييه بيل قريبة جاكلين كندي وأمها. وعن الفيلم الذي قام الأخوان ألبرت وديفيد ميسلز بتصويره في قصرهما المتداعي. إديث أرستقراطية مدللة¡ علمتها أمها الغناء والرقص¡ وعاشت حياتها تحلم بالعمل في السينما¡ وأن تصبح نجمة مشهورة¡ بينما كان أبواها يدفعانها طوال الوقت للبحث عن زوج غني يمنحها الاستقرار والحياة الرغدة التي تعودت عليها¡ لم يتحقق أي من هذين الأمرين¡ وفي سن الستين نشاهد إديث وهي تعدد الفرص الضائعة¡ والأحلام التي بهتت¡ لكنها ما زالت تنبض داخلها¡ ما يدفعها لأن ترقص في الفيلم الوثائقي¡ وتعتقد في أحيان كثيرة أن الوثائقي فيلم روائي تمثل فيه.
يبدو أنني وأنا أحكي عن فيلم 2009 أخلط بينه وبين وثائقي 1975¡ لكن الحقيقة أن الاثنين يحكيان الموضوع نفسه¡ والمشاهد أغلبها موجود في الفيلمين¡ الروائي كأنه يصور وثائقي عن الفيلم الوثائقي. مع إضافة بعض القصص الأخرى التي تم ذكرها في الوثائقي بشكل روائي.
الشعور الذي يمنحه الفيلم شعور مختلط¡ يعتمد ذلك على نظرتك للحياة¡ هناك هذه العلاقة بين الأم وبنتها¡ علاقة معقدة لا تستطيع أن تقرر من منهما لم يستطع الاستغناء عن الآخر وممارسة حياته كما يجب¡ هناك تعلق الأم بالقصر الذي لم تتمكن من المحافظة على بهائه لأنها لا تملك المال¡ لكنها اختارت أن تعيش في القذارة بدون ماء أو كهرباء على أن تبيع القصر وتعيش حياة كريمة في مكان آخر. هناك المرأة التي بلغت الستين وما زالت تتصرف كما لو كانت في العشرينات¡ هناك الشعر الذي فقدته منذ وقت طويل وارتدت بعده منديلاً يغطي رأسها طوال الوقت¡ بينما ترتدي جوارب الحرير المقطعة ولباس البحر¡ هناك القطط والراكون والقاذورات تغطي المنزل في كل مكان. هناك أشياء كثيرة في حياة مهلهلة وواقعية¡ حدثت هناك ولا بد أنها تحدث في أماكن أخرى¡ بقي أن تكون هناك كاميرا تلتقط هذه الحكايات¡ تعلمنا وتمتعنا.




http://www.alriyadh.com/1798947]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]