لماذا سينخفض سعر البترول العام 2042 (بعد 22 سنة) إلى 15 دولاراً للبرميل بأسعار 2015 (كما يقول صندوق النقد)¿
صندوق النقد يجاوب على هذا السؤال ببساطة فيقول: سيصبح البترول هو الفحم الجديد (New Coal). حيث لا يوجد استخدام للبترول (بعد اختفاء سيارة البنزين) غير استخدامه وقود يتنافس مع الفحم لتوليد الكهرباء. وبالتالي سينخفض** سعر البرميل إلى 15 دولاراً فيتساوى مع سعر الفحم لكي يُمكن للدول المنتجة للبترول بيع بترولهم وإلا فلن يشتريه أحد.
لكن نحن بدورنا نسأل: ماذا سيحدث لسوق البترول لو انخفض سعر البترول إلى 15 دولاراً للبرميل العام 2042 (كما يقول صندوق النقد)¿
إجمالي احتياطي البترول الموجود الآن في العالم يكفي استهلاك 50 سنة فقط حسب معدل الاستهلاك الحالي (المصدر إحصائية: BP-2019). وهذا يعني أن المتبقي من البترول العام 2042 سيكفي 28 سنة. ولكن المشكلة - التي لم يعرفها الصندوق - لو انخفض سعر البترول إلى 15 دولاراً للبرميل العام 2042 سيصبح حينذاك المتبقي من البترول الذي يُمكن استخراجه من تحت الأرض صفر¡ لأنه في العام 2042 سيكون جميع البترول السهل الذي يُمكن استخراجه بتكاليف أقل من**15 دولاراً للبرميل قد انتهى.
وهكذا - على حد تفكير صندوق النقد – ستتحقق تلقائياً النبوءة (المنسوبة لمعالي الشيخ أحمد زكي يماني) التي يستشهد بها صندوق النقد**في مقدمة تقريره بانتهاء عصر البترول العام 2042 رغم وجود البترول بكميات كبيرة محبوسة تحت الأرض.
في بقية مقال اليوم سنذكر بسرعة ملاحظتين يتجاهلهما - أو لا يعرفهما - الصندوق كالتالي:
أولاً: الصندوق يفترض (وربما يعتقد) أن البترول ليس له استخدامات إلا**استخدامه وقوداً للمواصلات (بنزين¡ وديزل¡ وكيروسين). أو استخدام البترول وقوداً لتوليد الكهرباء. وهكذا بالاستغناء عن البترول في المواصلات (بسبب اختفاء سيارة البنزين) سيصبح البترول مساوياً للفحم لا يستخدم إلا لتوليد الكهرباء والتدفئة. ولا يعرف (أو يتجاهل) الصندوق استخدام البترول في البتروكيميائيات.
ثانياً: الرسم البياني (Figure-1) من التقرير يعطي صورة مغلوطة للفحم فيقول انخفضت نسبة استهلاك الفحم في أميركا إلى 15 % عام 2015 بعد أن كانت 75 % عام 1905¡**رغم النسبة (وليس الكمية) انخفضت في أميركا وحدها¡ لكن إجمالي الكمية المستهلكة للفحم تضاعفت عشرات الأضعاف عام 2019 عن الكمية المستهلكة عام 1905 في العالم.
تقرير وكالة الطاقة IEA بعنوان: (Coal-2019) الصادر في ديسمير 2019 (قبل شهر) يعطي صورة حقيقية عن الاستهلاك المتزايد بسرعة للفحم بشكل يثير السخرية والاستهجان بنتائج تقرير الصندوق عن الفحم.**
مقال الأسبوع المُقبل - إن شاء الله - سيناقش بتركيز أشهر السيناريوهات التي تستعرضها الجهات المختصة المحترمة عن نسبة استخدام البترول في قطاع المواصلات والسيارة الكهربائية بعد العام 2042.




http://www.alriyadh.com/1799387]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]