جاء رجل إلى أحد القضاة فقال: إن خصمي هذا باعني ثوبًا وجدت فيه عيبًا وسألته أن يقيلني فأبى (يقيلني أي يفسخ البيعة ويرد له ماله)¡ فالتفت القاضي إلى الخصم وقال: أقِله عافاك الله¡ فإن رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: قيلوا فإن الشياطين لا تقيل.
خلطَ بين الإقالة والقيلولة! أما الأولى فمعروفة¡ ولكن ماذا تعرف عن القيلولة¿ إنها ليست مجرد نومة صغيرة ظهرًا¡ بل شأنها أهم مما تظن¡ فيقول العالم جون مدينا في كتاب قواعد المخ الذي يركز على التعلم إن العقل يحتاج القيلولة¡ ومن الأسباب المعاصرة أن هذا أكثر وقت تحصل فيه الحوادث المروريةº لأن العقل يحتاج إلى الراحة وقت الظهر¡ وقد درست وكالة ناسا الفضائية هذا الموضوع¡ ووجدت أن قيلولة 26 دقيقة حسّنت أداء الطيارين بنسبة الثلث.
القيلولة يحتاجها خاصة الشخص الذي لا ينام كثيرًا¡ فلها نفع عظيم¡ وهي توازن قليلًا من نوم أهل الأرق. وقلة النوم لها علاقة بالتعلم¡ فهي تؤثر في مناطق متعددة في المخ مرتبطة به¡ مثل الانتباه¡ والذاكرة المباشرة¡ والمزاج¡ والتفكير المنطقي¡ والرياضيات¡ حتى الحركات العادية¡ فيصير مجرد المشي يُثقل قليلًا على العقل. أهمية النوم للتعلم بالغة¡ والتجارب الكثيرة أظهرت هذا. من التجارب أن يدرس الناس شيئًا عن الرياضيات ثم يُسألوا عنه بعد 12 ساعة¡ حينها لا يصيب منهم في الإجابة إلا الخُمس¡ أما إذا كانت تلك الساعات تحوي ثماني ساعات من النوم¡ فإن نسبة الصحة في الجواب تزيد إلى 60%¡ والفارق هو النوم فقط¡ فله قدرة على تحسين التعلم والتفكير.
بعض الأمم عشقت القيلولة حتى جعلتها جزءًا من تراثها مثل إسبانيا¡ ويسمون القيلولة سييستا¡ وإن كانت قد قلت اليوم¡ ولكنها كانت من أشهر معالم حضارتهم¡ لا سيما أن القيلولة تريح الشخص من شدة حر الظهيرة. ولها تأثير طيب لو استطاع الشخص ضمها إلى يوم العملº لأن دراسة وجدت أن نسبة الوفيات انخفضت أكثر من الثلث عند من قالوا¡ ربما لأنها حصّنتهم من الضغوط التي تتزايد منذ بدء العمل صباحًا.




http://www.alriyadh.com/1800750]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]