تواصل المملكة اهتمامها الكبير ببرامج التنمية الاجتماعية المستدامة داخل مناطق البلاد المختلفة¡ مُحققة في هذا الجانب حزمة من الإنجازات النوعية¡ التي تشير إلى عزم قادة هذه البلاد على إيجاد مجتمع قوي متماسك¡ يتمتع أفراده بكل عناصر الرفاهية والاستقرار الاجتماعي والمعيشي والثقافي¡ وإذا كان اهتمام المملكة بهذا الجانب في عقود مضت كبيراً ومعروفاً¡ فهو في زمن رؤية 2030 يشهد تنامياً مضاعفاً في كل الاتجاهات والمجالات بلا استثناء.
المضمون السابق¡ ركزت عليه كلمة المملكة خلال اجتماع لجنة التنمية الاجتماعية داخل المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة في نيويورك¡ وأكدت الكلمة ذاتها أن الجهود المبذولة في هذا الجانب ليست بمنأى عن التعاون والشراكة مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي¡ بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 لحاضر جميل ومستقبل مشرق للأجيال القادمة¡ يتمتع فيه الجميع بفرص متكافئة من الحقوق¡ مع الحرص على ألا يترك أحد متخلفاً عن الركب.
يمكن التأكيد على أن برامج التنمية المستدامة داخل المملكة اليوم¡ هي بمثابة «تجربة سعودية فريدة» من نوعها¡ قابلة للاستنساخ والمحاكاة في العديد من دول العالم الأخرى¡ ليس لسبب سوى أن هذه التجربة قائمة على أسس ومرتكزات ومبادئ¡ تؤمن بأن الاهتمام بالإنسان السعودي وتوفير احتياجاته الضرورية¡ ينبغي أن يكون محور أي تنمية اجتماعية «ناجحة»¡ كما تؤمن بأن قياس حجم التنمية المتسدامة في أي مجتمع¡ لا يتحقق إلا بوجود معايير دولية¡ تحدد على وجه الدقة إلى أي نقطة وصلت التنمية المستدامة داخل المجتمعات المختلفة.
وليس خافياً على أحد¡ أن رؤية 2030 أدركت في وقت مبكر جداً¡ أهمية تفعيل برامج التنمية المستدامة في المجتمع السعودي¡ فخصصت لهذا الأمر ميزانيات ضخمة¡ وكفاءات بشرية مدربة¡ والأهم من ذلك¡ أنها ركزت على مجالات ضرورية تحقق للمجتمع أقصى درجات الاستقرار والازدهار والتنمية¡ ومن هنا¡ وجدت برامج تخص قطاع الإسكان¡ أثمرت عن تجاوز نسبة تملك المواطنين للمساكن حاجز الـ62 في المئة¡ وفي الرعاية الصحية الأولية¡ أوجدت الدولة آليات ترتقي بهذا القطاع¡ وتُعلي من شأنه من خلال تقديم خدمات نوعية للمواطنين.
وينسحب الأمر ذاته على الاهتمام بقضايا الشباب الفكرية والاجتماعية والثقافية¡ بهدف إيجاد أجيال متعلمة وواعية ومثقفة¡ قادرة على قيادة مسيرة التنمية في البلاد مستقبلاً¡ فضلاً عن توفير التعليم المجاني «الممتاز»¡ وفرص الابتعاث الخارجي في أرقى جامعات العالم¡ وغير ذلك من القطاعات والمجالات الأخرى.
هذا المشهد يؤكد أمراً واحداً¡ وهو أن المملكة تسير في الطريق الصحيح الذي ارتضته لنفسها ومواطنيها¡ وستحقق كامل أهدافها تباعاً¡ من خلال تنمية اجتماعية مستدامة¡ تعزز مكانة المواطن¡ وترتقي بالمجتمع السعودي بين المجتمعات الأخرى.




http://www.alriyadh.com/1804803]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]