مرت عاصفة انتخابية بالرياض ومدنها ومراكزها الإدارية من خلال اللوحات الإعلانية والإعلانات التجارية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة وموجة عارمة من التسويق للمترشحين لانتخابات الغرفة لكبرى مدن المملكة¡ وصاحب هذه الحملات بعض ردود فعل غاضبة من العامة خاصة لأنها اخترقت خصوصياتهم في أدوات التواصل المختلفة من خلال الاتصالات التي تحث على التصويت للمرشح دون الاهتمام بوقت المستقبِل ولا كونه غير صاحب نشاط تجاري يمكن من خلاله التصويت لأحد المرشحين وكذلك زاحمت تلك الحملات وسائل التواصل ونشط المشاهير في الإعلان عن المترشحين¡ ولكن هذه طبيعة الحملات الانتخابية والتي يعذر الناس فيها هذا الزخم الهائل من التواجد الإعلامي والإعلاني¡ ورصد تقرير إعلامي حجم الإنفاق قد تجاوز 60 مليون ريال على تلك الحملات مجتمعة.
ومن باب الإنصاف فلكل أمر جانب مضيء وآخر معتم¡ وحتى لا نركز على السلبية فقط فيما سبق فلابد أن نقدر جميعا الجوانب الإيجابية للمترشحين من التجار والصناع ونلتمس لهم العذر بما سيقدمونه ومن العطاء المحمود ما يلي:
التدافع الكريم من جميع المترشحين لخدمة الوطن واقتصاده تجاريا وصناعيا من خلال غرفة الرياض حتى ولو صاحب ذلك تسويق للنفس وإبراز لها فلا وسيلة لذلك ألا بوجود غرض محمود تظهر منه الرغبة في العطاء والصدق في الولاء والمنافسة مع الزملاء في ميدان سباق إيجابي¡ والتدافع لا شك يُحمد لجميع المترشحين ويثنى به عليهم ويجذر لهم هذا التفكير المختلف لخدمة الوطن.

بروز الكثير من التطلعات التي تم صياغتها باحترافية المواطن الإيجابي وعلى مجلس الإدارة القادم أن يسعى**لحصرها وتفنيدها ودراستها وتحديد أولويات تنفيذها دون النظر لمن فاز بالعضوية أو لم يفز بعضوية الدورة الجديدة.

أكدت الحملات الانتخابية القدرات لدى معظم المترشحين¡ وهذه صورة حقيقية تؤكد أن الوطن واقتصاده في أيدٍ أمينة قادرة على تنويع مصادرة إنتاجه وتأثيرها المتعاظم في ناتجه المحلي¡ وهذا يؤكد مسارات الوطن الاقتصادية واتجاهه الصحيح في تنويع مصادر دخله وعدم اعتماده على النفط كسلعة واحدة¡ والمترشحون من القيادات التجارية والصناعية وغيرهم سيقودون الوطن لمصاف الدول المتقدمة في كل المجالات.

سعادة الوطن والمواطن بالتنافسية المتناغمة بين شباب الأعمال وهذا ما تأكد بفوزهم بأكثر من نصف المقاعد التجارية والصناعية وستكون الدورة القادمة شبابية فالاعتماد القادم على طموح الشباب لتحقيق التنمية الشاملة.

كل من ترشح يرى في نفسه القدرة على الإضافة وتحقيق جزء من أهداف قطاع الأعمال والمساهمة في بناء استراتيجية مختلفة لأربعة أعوام قادمة والمرجو من مجلس الإدارة الجديد أن يتواصل مع بقية المترشحين التجار والصناع¡ ينبغي التواصل معهم واستقطابهم لعضوية اللجان المتنوعة التي هي عصب التطور والتنمية الدائم.

التقدير الصادق لكل المترشحين لأنهم يقدمون جهدهم ووقتهم في مجلس الإدارة ولجان الغرفة تطوعاً¡ ويدفعون من مالهم الخاص فيما يستلزم العضوية من تمثيل وسفريات ولا يتقاضون عن العضوية والاجتماعات أي مقابل مالي.

ختاما.. التطلع من المجلس الجديد لغرفة الرياض لإعادة الوهج للغرفة مثلما كانت سابقا تستقبل رؤساء الدول والوزراء والوفود الرسمية¡ وتحتضن كل مناسبة مجتمعية بل وتبادر إلى إطلاق مبادرات وتفاعلات وفعاليات تدعم مسؤوليتها الاجتماعية في خدمة سكان العاصمة وزوارها¡ ونتطلع إلى المزيد من احتضان الجمعيات الأهلية ومساعدتها حتى يشتد عودها مثلما فعلت سابقاً من العديد منها وقدر المجتمع هذه المبادرات من الغرفة والشواهد على ذلك كثيرة ومنها إطلاق مركز الملك سلمان الاجتماعي وجمعيات إنسان وتراحم ومناعة وأصدقاء المرضى والقوقعة والإسكان التنموي وغيرها الكثير¡ ومن أجل الوصول للرضا بما يُقدم فإن فترة الحملات الانتخابية كانت تروج لتطلعات شخصية للمرشح ولكنها اليوم تعمل على تحقيق تطلعات لمجلس الإدارة بناء على استراتيجية زمنية أكثر وضوحا وأدق في تحقيق الأهداف وهو ما نعهده في المرشحين من التجار والصناع والمعينين من الوزارة وهو ما نرغب التركيز علية ووضوح أولوياته والتلاحم والتعاون من أجل تحقيق مصلحة وطن وتنمية مواطن لأن التطلعات الشخصية التي كنا نعد بتحقيقها أصبحت تطلعات عامة يجب على المجلس كافة أن يسعى لتحقيقها طالما تم الاتفاق عليها.
فهد بن أحمد الصالح




http://www.alriyadh.com/1805089]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]