خدّر الطبيب المريض¡ ثم بتر ذراعه بأدواته الجراحية¡ وبعدها عقّم مكان البتر. هذا لم يحصل هذه الأيام¡ بل قبل 7 آلاف سنة!
الثورة الطبية قد تكون أعظم إنجاز صنعه البشر¡ فالعلم الذي أوتيناه أتاح لنا عالماً مدهشاً من العجائب كالأدوية والتطعيم والزراعة والأعضاء الصناعية¡ لكن أهل الماضي كان فيهم أذكياء وخبراء ممن فاقوا عصرهم وصنعوا إنجازات لا تزال تبهرنا على بدائيتها مقارنة بتقنية اليوم¡ ومنهم ذاك الطبيب في باريس¡ اليوم عندما اكتشف العلماء آثاراً بشرية¡ ولما فحصوها اكتشفوا تلك القصة¡ فالطبيب استخدم آلة قاطعة من حجر الصوان¡ وقبل ذلك ناوله الطبيب مادة نباتية مهلوِسة لتُصبّره على الألم¡ ومثل هذه العمليات لا بد أن تسبب العدوى وتقتل¡ لكن لم يظهر أثر ذلك على المريض مما يدل أن العملية نجحت.
بارعون! وهذه لم تكن عملية فريدة بل لها أخوات¡ وقد أبدع الأطباء على قلة علمهم¡ فقد كانوا يخيطون الجروح.. بالنمل. في الهند وبعض إفريقيا¡ إذا أصيب المرء بجرح أمشوا عليه نملاً وجعلوه يلدغ حول الجرح ثم قطعوا رأسها بحيث يمسك بطرفي الجلد المتمزق ويشبكه مثل حبل الخياطة اليوم.
ومن أعجب الأشياء بالنسبة لي ما فعله البعض من حفظ للعلم¡ فالولادة كانت عملية خطرة¡ إلا أن بعض قبائل العصر الحجري توصلت إلى طرقٍ أسلم لتوليد المرأة¡ والعجيب هنا أنه بدلاً من أن يُتناقَل العلم شفهياً.. سجلوه. لقد نحتوا هذه الأساليب على جدران الكهوف¡ ورسموا وضعيات الولادة الصحيحة.
وحوادث الصيد كانت ولا تزال من أسباب الإصابة¡ ومن ذهب ليصطاد وكُسِر عظمه كان الأطباء يغلّفون ذراعه بالصلصال ويتركونها تجف تحت الشمس¡ كالجبيرة. ليس هذا فحسب بل كان بعض الأطباء يتدرّبون¡ فقد وجدنا عظاماً وجماجم لحيوانات فيها آثار حَفرٍ بصخور حادة¡ يرى العلماء أنها تدريب ليستعد الطبيب للجراحة على البشر.
وأخيراً نصل لشيء شائع ولكنه مخيف للكثير من الناس: علاج الأسنان. أقدم مثقاب أضراس لا يعود إلى عشرات السنين بل عمره 9 آلاف سنة. في باكستان اليوم وجدنا أثر هذه العمليات التي لا أتخيل ألمها¡ وهناك آثار قبيلة كاملة في أضراسهم آثار الحَفر.
أظن البعض سيفضّل البتر!




http://www.alriyadh.com/1805564]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]