ما قام به نفر من المعتمرين الأتراك والمدفوعين مؤخراً باستغلال وجودهم كمعتمرين في بيت الله الحرام وبدلاً من ذكر الله إبان تأدية مناسك العمرة برفع أصواتهم زعماً منهم أو من كان خلف ذلك بنصرة الأقصى الذي هو أقرب إلى إسطنبول من البقعة المباركة التي كانوا فيها ومتناسين حرمتها وكأنهم يتجمهرون في شارع تقسيم لا في مسعى بيت الله الحرام!
مشكلة أصحاب الطرابيش الحمر كما هي مشكلة أصحاب العمائم السود تماماً يتفقون في ذات الأيديولوجية الواحدة التي تتغذى على أحقاد دفينة وعداء وغيظ ظاهر للمملكة وإن اختلفوا عقدياً ومذهبياً يبقَ الفكر الثوري وأحلام تحقيق إمبراطورية الخلافة والزعامة يجمعهما ويخيمان على عقولهم الفايدة اليائسة!
تاريخ النظام الإيراني الإرهابي الأسود بربط الشعائر المقدسة بالنسبة للمسلمين بمنظومة المشروع السياسي ومحاولات تحويل الأماكن الساكنة بهدوء العبادة¡ والمسترخية بحمائم السلم إلى مناطق صراع¡ ولا ننسى كيف فشلت إيران في سنة 1987 وعلم النظام الإيراني حينها جيداً أن المملكة لا تحمي أرضها وأمنها الوطني فقط¡ وإنما تحمي ملايين الحجاج الذين يمثّلون أكثر من مليار ونصف المليار من المسلمين الذين يعتبرون هذه المواسم مقدّسة ويعتبرون المساس بها إنما هو انتهاك للشهر الحرام والبلد الحرام الذي جعله الله آمناً للناس والحج والعمرة وزيارة بيت الله الحرام¡ والمملكة بكل إمكاناتها تعمل على مدى أحد عشر شهراً من أجل هذه الأيام التي يأتي فيها الحجاج والمعتمرون لأداء المناسك من أنحاء العالم.
أما تاريخ أصحاب أوهام الخلافة فحدث ولا حرج! فتاريخ الأتراك أيضاً يكتظ بمحاولاتهم اليائسة بتسييس واستهداف هذه الأرض والبلاد المباركة وبيت الله الحرام¡ فسيبقى تاريخهم الأسود كذلك شاهداً عليهم بسرقة الحجر الأسود 1571م¡ فضلاً عن نهب تجّار مكة 1631م¡ ولا ننسى واقعة سفر برلك (فخري باشا) 1914م¡ وكيف قام أوغلو بتدنيس قدسية الحرم 2016م¡ وحتى لص آثار الحرمين 2019م التركي¡ وحتى واقعة تجمهرهم وتسييس المشعر الحرام 2020م.
الأتراك والإيرانيون أو جميع المنضوين وراء الرايات السياسية الغامضة الذين فكروا وحاولوا تسييس المشاعر والمواسم المقدسة أو محاولاتهم تدنيس بيت الله الحرام أو رفع أصواتهم بشعاراتٍ مستفزة¡ أو التحدث بأفكارٍ سياسية وسط الأماكن التي يُفترض أنها من الروحانية الإيمانية التي يعيش لحظاتها كل مسلم بات قديماً ولم يعد يجدي¡ ولئن حاول أحد تعكير الصفو فإن عدة الأمن السعودي التي تحمي إنسانية المعتمر والحاج وكل زوار بيت الله الحرام على أهبة الاستعداد بالتأكيد.




http://www.alriyadh.com/1805706]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]