"سوف أدرس التخصص هذا¡ ثم أعمل في المنشأة الحكومية تلك¡ وبعدها انتقل رئيساً تنفيذياً لتلك الشركة المساهمة! بالتأكيد سوف تنجح هذه الخطة¡ فقد سبقني إليها فلان!" أتعجب كثيراً ممن يحاول استنساخ تجربة شخص آخر بحذافيرها ويزعم أنها الطريقة المثلى للنجاح!
جميعنا يعلم أننا بشرٌ مختلفون¡ لدينا من الاهتمامات ما نتميز به عن بعضنا البعض¡ ونتعرض لظروف متنوعة¡ بالإضافة إلى اختلاف تأثير البيئة الاجتماعية المحيطة¡ وبالذات دائرة العائلة الصغيرة على تكويننا العاطفي وبنائنا العقلي¡ ناهيك عن تنوع الفرص المتاحة¡ التي قد تشرّع الطريق نحو مسارٍ جديد يختلف عمّا كنا نخطط له لسنوات!
نحن لسنا نسخاً متكررة¡ بل أفراداً يتميز بعضهم عن بعض¡ ولكلٍ منا إمكانات وقابليات للنجاح¡ تحتاج منا أن نتعرف عليها وندركها¡ حتى نتمكن من شق طريق حياتنا دون أن نقع في فخ محاولة إعادة سير ما نعتقد أنه النجاح¡ بينما قد يكون هذا النجاح نتاج بيئة مختلفة¡ أو ظروف مكانية أو زمانية ليست بالضرورة متكررة مرة أخرى¡ أو حتى بمقابل قد لا نستطيع تحمل نتائجه.
الحياة أوسع من أن نكرر إحدى قصصها من جديد¡ حتى لو توهمنا استطاعتنا إعادة قصة نجاح عبر أنفسنا¡ فحتماً سوف تكون قصة باهتة¡ لا روح فيها¡ ولا تميز يجعلنا نفخر بما نحقق¡ كما كان يفخر صاحب القصة الأولى¡ وهو ما رأيته لدى من حاول تكرار قصة نجاح شهدها أو قرأ عنها في كتب التحفيز والإدارةº فلا أدرك النجاح المتوقع¡ ولا عاش حياته كما يحب!
ليس بجديد أن أكرر ما يصدح به أصحاب التجارب الناجحة: كن أنت¡ خطط مستقبلك بما تراه مناسباً لما تحب¡ ولما تستطيع أن تصل إليه¡ فكل الأمر يتعلق بك أنت وحدك¡ ومن الظلم لنفسك أن تجعل مستقبلك محاطاً بأسوار من سبقك¡ دون أن تدرك استطاعتك كما كل البشر أن تبدع شيئاً جديداً¡ أو على الأقل تستمتع بخوض مسار يميزك عن الآخرين¡ ويشق لك طريقاً مختلفاً.
لست أقول تجنب الاستفادة من تجارب الناجحين¡ بل أؤكد على أهمية الاطلاع عليها وفهم ظروفها¡ وإدارك حدودها¡ فهي منجمٌ ضخم للدروس المستفادة¡ وفرصة تستحق عناء الدراسة لتجنب الوقوع فما وقعوا فيه من أخطاء¡ المهم احذر من السقوط في فخ استنتاج التجربة كاملة كما وقع في ذلك البعض¡ وللأسف أدرك متأخراً الخطأ الجسيم الذي وقعوا فيه!
نعم.. المعادلة بسيطة لكن تطبيقها صعب¡ ولكي تنجح لا بد أن تكون أجزاؤها الأساسية نابعة منك¡ وأنت من يضيف عليها العمليات الحسابية المناسبة لإمكاناتك وظروفك¡ حتى تصل إلى النتيجة المنشودة.




http://www.alriyadh.com/1806172]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]